«بسم الله بديت وعلى نبينا صليت»، هي المقولة الجميلة التي كانت نسوة المحروسة تفتتحن بها قول الفال الزين في طقس «البوقالة». هذا الموروث اللامادي الذي يمارس عادة في قعدات وسهرات الشهر الكريم بالقصبة، كان، ليلة أول أمس، محور السهرة الرمضانية التي نظمها مركز الفنون والثقافة في قصر رؤساء البحر، بالتعاون مع الجمعية الثقافية «فن وأصالة» والجمعية الفنية «ألوان الأندلس».
يعود تاريخ البوقالة، بحسب الحكواتي الحاج غانو، «إلى سنة 1492، استقدمها المسلمون الفارون من الأندلس بعد سقوط غرناطة وهي أقوال منظمة على شكل موشح يحاكي التفاؤل والأمل و»الكلام الرزين والفال الزين»..
وتضمنت السهرة، التي اختير لها شعار «ليالي المحرسة»، برنامجا ثريا متنوعا جمع بين لمسة الشعر والحرف الموزون، من خلال العديد من البوقالات التي تعكس التراث الشعبي الشفوي والوصائل الطربية الأندلسية التي قدمتها فرقة ألوان الأندلس مرورا بالأزياء التقليدية التي كانت تلبسها المرأة في القصبة خاصة في المناسبات، والتي تحاول جمعية فن وأصالة اليوم الحفاظ عليها من الزوال والتعريف بها.
وأضاف، حضور العائلات من داخل وخارج العاصمة إلى الحفل زاده رونقا وبهاء بتجاوب الحضور مع فال البوقالات والحكايات الشعبية التي صنعت تراث القصبة مثل حكاية فاطمة المعكرة التي ألقاها الحاج غانو.