كسب الرهان في استقطاب أكبر عدد من الزوار

أسدل الستار على الطبعة الخامسة والعشرين من «الصالون الدولي للكتاب بالجزائر» الذي انطلقت فعالياته في 24 مارس الى 1 أفريل 2022  بقصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار «الكتاب جسر الذاكرة»، بمشاركة 1250 عارض من 36 دولة، ودولة إيطاليا ضيف شرف.
كسبت الرهان، ونجحت إلى حد كبير فعاليات التظاهرة الثقافية التي عادت إلى الواجهة، بعد غياب دام سنتين، بسب الأزمة الصحية التي سببها فيروس كورونا، فقد عرفت الطبعة تميزا عن سابقاتها، من حيث إدخال عنصر العصرنة وفتح فضاء المقايضة.. وأمور أخرى رصدت «الشعب» جانبا منها.

تخفيضات استقطبت القرّاء

إقبال كبير ومتزايد للزوار على مختلف أجنحة  المعرض سجل منذ يوم الافتتاح، ليزداد وتيرة في الأيام الأخيرة من عمر التظاهرة، التي وإن نظمت في غير زمنها المعتاد إلا أنها لاقت استحسان دور النشر، بسبب مجانية المشاركة بقرار من رئيس الجمهورية، كما شكلت متنفسا بالنسبة للمثقفين والأدباء، ومزارا لمحبي الكتاب والقراءة خاصة من بيئة الطلبة والشباب.
 ومن أسباب هذا الإقبال الكبير، قرار تمديد وقت المعرض إلى غاية التاسعة ليلا، إضافة إلى  سلسلة التخفيضات التي قدمها أغلبية العارضين، وعلى رأسهم المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية التي عرضت مند اليوم الأول تخفيضات بنسبة 40% على معظم إصداراتها.
هذه التخفيضات التي زكاها الكثير من زوار سيلا 2022 خاصة الأولياء، الذين استطاعوا بفضلها إرضاء ولو البعض من طلبات الابناء من قصص وقواميس ومناهل دراسية وكتب تحسين الذكاء وبناء الشخصية، لكن الملاحظ أن أغلبية التخفيضات خصّت كتب الطبخ وقصص الأطفال والطبعات القديمة للروايات ودواوين الشعر والمجموعات القصصية.. أما الإصدارات الحديثة، فبقيت أسعارها على حالها وكثير منها ليس في متناول الجميع..

نافذة إلكترونية على المعرض

سهلت المنصة الرقمية التي أنشأت لأول مرة هذه السنة، بقرار من وزارة الثقافة والفنون على الكثير من زوار المعرض الدولي للكتاب عملية البحث عن الكتب والإصدارات وعن مواعيد الالتقاء بكتابهم المفضلين، كما أتاحت  الزيارات الافتراضية للمعرض لمن لم تسعفهم الظروف لزيارته إمكانية شراء الكتب عن بعد..
وجاءت هذه المنصة التي يمكنها استيعاب 50 ألف زائر في آن واحد، لتوفير خدمات رقمية جديدة يستفيد منها كل من لم يستطع التنقل إلى فضاءات المعرض، فضلا عن تشجيع المقروئية في أوساط المجتمع، حيث تعد من بين أولى الخطوات الرامية إلى عصرنة معرض الجزائر الدولي للكتاب.
وتقدم المنصة إضافة إلى الزيارة الافتراضية بكل فضاءات وأجنحة العرض، إمكانية حضور كل المحاضرات الفكرية والأدبية المبرمجة ،طيلة عمر التظاهرة، والمشاركة في النقاش من خلال تقنية «زوم»، كما تمكن الزوار الافتراضيين من الاطلاع على كل أسعار الكتب المعروضة، وإمكانية اقتناء ما يريدون من إصدارات مع خدمة التوصيل السريع إلى كل ربوع الوطن.

المقايضة أو الصفقة الرابحة

شكّل استحداث  فضاء مقايضة الكتب داخل المعرض هو الآخر جديد الطبعة الـ25 من سيلا، وهو الفضاء الذي خصص  للراغبين في مقايضة كتبهم المستعملة أو إهدائها، وإن لم يدخل هذا الفضاء حيز الخدمة إلا بعد أيام من انطلاق التظاهرة، إلا أنه صنع لمسة التميز لما سجله من تفاعل وتجاوب المواطنين وزوار المعرض مع الفكرة.
فذبت الحركة فيه بين مقدم لعدد من كتبه ومقايض أو باحث عن عنوان ما، وآخر وجد ضالته، هذا في جو حضاري راقي يبعث على تشجيع سلوك وثقافة التبادل والنقاش والتعامل الراقي مع الآخر، إلى جانب تشجيع فعل القراءة.
وقد ساهم المؤلف والناشر محمد الكامل بن زيد في هذه التجربة بتقديمه لمجموعة متنوعة من العناوين بين الديوان الشعري والقصة والرواية لكتاب جزائريين وعرب من إصدار دار علي بن زيد للنشر والتوزيع في مساهمة منه لتشجيع هذا الفضاء.  
 ووردت خلال النقاش مع زوار الفضاء والقائمين عليه فكرة تكرار التجربة على مدار السنة، على مستوى معارض الشارع والمعارض المحلية والوطنية للكتاب، وعلى مستوى دور الشباب والمكتبات الرئيسية والبلدية، حتى تصبح مقايضة الكتاب سنة حميدة تصّب في إطار ترسيخ ثقافة المطالعة والمشاركة.

الكتاب الديني الأكثر اقتناء

يبقى الكتاب الديني بلا منازع الأكثر طلبا في كل طبعة من طبعات الصالون الدولي للكتاب، حيث تسجل دور النشر الوطنية والعربية أكبر المبيعات بين مصاحف وكتب عقيدة وشريعة وتنمية بشرية وغيرها.. ولم تستثنى هذه الطبعة من سيلا عن سابقاتها، فمع تزامن المعرض مع قرب شهر العبادة والصيام، زاد الطلب على هذا النوع من الإصدارات؛ بحسب الاكتظاظ الذي كان يسجل يوميا بجناح قصبة، الذي يضم كل سنة دور النشر المختصة في الكتاب الديني، بالرغم من ارتفاع الكبير للأسعار مقارنة بالطبعات السابقة لصالون الكتاب الدولي.