تحل الذّكرى الـ 33 لرحيل الكاتبة والصحفية صافية كتو، صاحبة روائع “الكوكب البنفسجي” و«صديقتي القيتارة”، والتي تركت بصمتها على الساحة الإعلامية والأدبية، حيث انطفأت ذات 29 جانفي من سنة 1989 شمعة هذه الشّخصية الثّقافية.
زهرة رابحي وهو الاسم الحقيقي لصافية كتو من مواليد 15 نوفمبر 1944 بمدينة العين الصفراء ولاية النعامة، امرأة متمرّدة وصحفية مغامرة، وبين التمرد والمغامرة وجدت مساحة للبوح الشعري لمعانقة الحرية، الحياة والوجود، فكانت بدايتها مع عالم الأدب والصحافة.
امرأة فرضت ذاتها بنفسها بعد دخولها عالم التشغيل كمدرسة للغة الفرنسية، بإحدى مدارس العين الصفراء مع فجر الاستقلال إلى غاية سنة 1969، ففضّلت البحث عن ذاتها في قطاع آخر ومنطقة أخرى، حيث انتقلت إلى العاصمة لتعمل كمتعاونة في وزارة التربية والتعليم، ثم موظفة مؤقتة في شركة مهتمة بالفلاحة، ومع بداية سنة 1973 تقلّدت منصب صحفية بوكالة الأنباء الجزائرية ، حيث باشرت الخدمة كمحققة صحفية.
اهتمّت زهرة رابحي بكتابة القصة والشّعر، ووجدت في جرائد “المجاهد”، “الجزائر”، “الأحداث الجزائرية” و«الثورة الافريقية”، وغيرها من وسائل الإعلام الجزائرية المتوفرة آنذاك طريقا لنشر مؤلفاتها وكتاباتها التي تعج بالحساسية المفرطة تجاه كل ما هو جميل، وأصبحت تعرف باسم آخر هو صافية كتو، فقد تفننت بإرادتها الحالمة في تأثيث كوكب بنفسجي لا يعرف إلا الصفاء والجمال، فجمعت مجموعتها الشعرية تحت عنوان “صديقتي القيثارة”، التي تمّ طبعها سنة 1979، وكذا مجموعتها القصصية بعنوان “الكوكب البنفسجي” سنة 1983، زيادة على مسرحية تعرف بـ “اسما”، عرضت في القناة الثالثة ومجموعة قصصية للأطفال لم تطبع عنونتها بـ “وردة الرمال”، بالإضافة إلى رواية تهتم بالشق النفسي والاجتماعي، وتعد من السباقين في مجال أدب الخيال العلمي.
صافية كتو رحلت عن هذا الوجود يوم الأحد 29 جانفي 1989 بالجزائر العاصمة، ودفنت بمسقط رأسها بمقبرة سيدي بوجمعة بالعين الصفراء ولاية النعامة، ومع مطلع الألفينيات تمّ تأسيس جمعية باسمها أصبحت ملتقى الطبقة المثقفة، وذكرى رحيلها تاريخ لدراسة واقع ودور الشعر وموعد لالتقاء الأساتذة الجامعيون لدراسة ومناقشة واقع الشعر الحديث، خاصة بالجهة الغربية والجنوب الغربي، كما قامت بفتح مكتبة باسمها بالمحطة البرية الجديدة بالعين الصفراء، بها إصداراتها وإصدارات كتاب المنطقة، وقد نظّمت الجمعية عدّة ملتقيات وطنية حول حياة هذه الشخصية، تطرّق من خلالها المختصون للشعر النسائي، الشعر كخطاب إنساني، دور الشعر كوسيلة للاتصال الإنساني..
كما أصبحت هذه الجمعية تحيي المناسبات الوطنية والتاريخية، خاصة ما تعلق بالأدب، وساهمت في طبع العديد من الكتب والمؤلفات لكتاب وشعراء من المنطقة، من أجل إثراء الساحة الثقافية المحلية والوطنية، وتشجيع الشباب المبدع، ونفض الغبار عن الكفاءات المحلية المهمّشة.