اعتبرت الشاعرة والقاصة حياة رحماني، أن عودة المثقف للظهور من جديد في القوائم الانتخابية بعد انقطاع طويل هي صحوة متأخرة، مرجعة أسباب الغياب إلى التضييق الذي كان يمارس سابقا، واستفحال الفساد، الأمر الذي جعل المثقف إما يبتعد برغبته أو يكون ضحية تهميش ممنهج حتى تفرغ الساحة لمن عاث في البلاد خرابا، وأيضا كي لا يساهم المثقف بدوره في صحوة الشعب.
ترى نجاة رحماني أن هذه الصحوة المتأخرة جعلت المثقف يدخل غمار الانتخابات بقوة والمشاركة في جميع الاستحقاقات سواء في المجلس الوطني أو المجالس المحلية، كما أن الشعب أيضا أدرك أهمية تواجد المثقف في هذه المجالس».
ويمكن القول، تضيف رحماني في تصريح لـ»الشعب ويكاند»: «أن الشعبوية القديمة بدأت في التراجع، ففي محيطي على سبيل المثال أصبح المواطنون يطالبون بأنفسهم بمشاركة من يرونهم أهلا لتمثيلهم من مثقفي المدينة بالتقدّم للترشح، خاصة من لهم قبول في المجتمع وقدرة على التواصل».
وأكدت نجاة رحماني أن، «التغييرات السياسية التي عرفتها البلاد شجّعت المثقف للمشاركة في الانتخابات كونه أصبح يرى أن أهم المناصب في الدولة تسلم للكفاءات الشابة بدون واسطة أو محسوبية كما كانت في السابق».
هذا ما شجّع «على التقدم والمشاركة في صناعة القرار بالشكل الذي يناسبه والذي يعطيه فرصة لإظهار بصمته في تغيير أوضاع البلاد إلى الأفضل»، تضيف الشاعرة والقاصة.
وقالت رحماني في ذات السياق: «نحن كمثقفين توسّعت عندنا دائرة الطموح لتشمل المناصب العليا في الدولة وذلك لأننا آمنا بأنفسنا وبقدرتنا على العطاء ما دمنا نمتلك المؤهلات لذلك، وأن دولتنا بحاجة إلينا كما أننا بحاجة إليها كدولة قوية نساهم نحن في تطويرها
والحفاظ على هيبتها».
وواصلت المتحدثة بالقول، «إني أرى أسبابا كثيرة جعلت من المثقف يتقدّم إلى الترشّح أو يرشح من طرف الشعب كما قلت ولعل أهمها قطع الطريق على الانتهازيين الذين لم يضيفوا أي جديد في تسيير المجالس المحلية والتي استفحل في وقتها الفساد والبيروقراطية وعدم طرح أي أفكار جديدة تساهم في التغيير».
فالمواطن، حسبها «الآن وخاصة بعد الحراك، لديه من الوعي درجة كبيرة ويمكنه أن يختار الأنسب لتمثيله في مجالس القرار وافتكاك حقوقه، وبالنسبة لي المطالبة بالحق وافتكاكه هو واجبي، سواء كنت منتخبة أو مواطنة عادية قادرة على التواصل وتوصيل المطالب إلى الجهات المعنية بتحقيقها».
الترشّح مع الأحزاب تعزيز لنسبة الفوز
وفي نظر المتحدثة «أن كثيرا من الأمور قد تغيرت منذ بداية الحراك إلى اليوم، إلا بالنسبة للمشاركة في الترشّح فيبقى للحزب السياسي هيبته وتنظيمه وقاعدته التي ينطلق منها كل مترشح بسهولة، عكس القوائم المستقلة التي تستغرق وقتا في تشكيل مجموعاتها، كما أنه لو ترجعين قليلا سترين أن أغلب الأحزاب العتيدة التي كانت في الماضي القريب متسببة في الأوضاع السيئة للبلاد رجعت بالرغم من كل ما حدث وما قيل وذلك لأنها ركزت على المثقف وضمته ضمن قوائمها».
وأردفت قائلة: «هناك أحزاب أخرى بالمقابل بقيت لها مكانتها التي لم تتأثر بأي عامل وذلك لأنها من يومها ترتكز على قاعدة صحيحة، وأن المثقف يمثل مركزها،كونها تتميز بتنظيم كبير وحنكة في التسيير والتي يتواجد ضمن قوائمها صفوة المجتمع من المثقفين».
وهذا لا يعني إنني، تضيف، «ضد القوائم المستقلة ولكن نادرا ما نجد قائمة منها متماسكة ولأفرادها نفس التوجّه والأهداف».