حركة دؤوبة تشهدها هذه الأيام ساحة الثورة بعنابة، يصنعها الصالون الوطني للكتاب، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية نهاية الشهر الجاري، حيث يشهد إقبالا كبيرا لمحبي المطالعة وعشاق القراءة من مختلف الأجناس والفئات العمرية للوقوف على مختلف إصدارات الكتاب والأدباء من جميع جهات الوطن..
ما يقارب الـ20 دور نشر وأكثر من 04 آلاف عنوان تشارك في هذا المعرض الذي تحتضنه بونة، أين تزين القلب النابض لهذه المدينة «الكور» بخيم ضمت بين طياتها إصدارات في مختلف التخصصات والمجالات، حيث تضع دور نشر وطنية مشاركة في هذه التظاهرة بين يدي القراء باللغتين العربية والفرنسية، كتبا في العلوم السياسية، الاقتصادية، التاريخية، القانونية، الدينية.. إلى جانب الكتب الأدبية من روايات وأشعار وقصص.
دون أن يتجاهل القائمون على التظاهرة الثقافية الأطفال، حيث أثري الصالون بكتب قيمة لهذه الفئة، على غرار الكتب شبه المدرسية والمؤلفات التي تُعنى بالقارئ الصغير، من القصص التربوية والتعليمية والترفيهية، والتي من شأنها أن تنمي روح المطالعة لدى جيل المستقبل، وهو ما جعل الإقبال عليها كبيرا من قبل هذه الفئة، لاقتناء على وجه الخصوص ما يساعدها في مشوارها الدراسي، بالإضافة إلى الطلبة الجامعيين وتلاميذ الطور المتوسط والثانوي، والذين سيجدون بدورهم ضالتهم في هذا المعرض.
وثمّن زوار المعرض هذه التظاهرة التي تلبي سواء طلباتهم أو طلبات أبنائهم في مجال المطالعة والقراءة، منوهين أيضا بمواصلة تنظيم الصالون على الهواء الطلق بساحة الثورة، وهو ما سيساهم في تقريب الكتاب من القارئ واستمالة أكبر عدد من القراء، من مختلف الفئات والأجناس بحثا عن ما يلبي شغفهم في المطالعة واستكشاف آخر ما جادت به أقلام الكتاب من إصدارات.
ولم يكتف الصالون بعرض الكتب، وإنما تخللته ندوات ثرية تتطرّق إلى الراهن الثقافي والأدبي في الجزائر، عبر جلسات أدبية، بالإضافة إلى قراءات شعرية، مداخلات، ملخصات لكتب، فضلا عن مداخلات تاريخية، والتي تتخللها فقرات موسيقية.. مع العلم أن هذه الندوات تثريها قامات وأسماء أدبية من مختلف جهات الوطن، على غرار الأستاذة نور الهدى دندان التي قدمت «دور الأدب في ترقية الذائقة لدى المجتمع» مع الكاتب عبد الرؤوف زواوي، ندوة «الأجيال الأدبية في الجزائر» من تقديم الشاعرة نوال خماسي، الكاتب خميسي غانم، والشاعران رابح بوشارب وسيف الملوك سكتة، «معارض الكتاب في الجزائر وتغطية العطش الثقافي بتوفير الكتب المطلوبة» من تنشيط كل من الأستاذ إبراهيم بادي والناشر حكيم بحري، «واقع الكتاب ومستقبل المقروئية في الجزائر» مع الدكتور حمادي عبد الله الكاتب والإعلامي محمد زتيلي ونبيل دار الألمعية وحكيم بحري مدير دار بهاء الدين..
كما عرف معرض الكتاب قراءات أدبية متنوعة، شاركت فيها عديد الأسماء الأدبية، بالإضافة إلى أقلام ناشئة، من بينهم مريم بوشارب، منى عريبي، حنان نيات، إسراء ألفة قايدي وفريال لعروم، فضلا عن ذلك يعرف الصالون تخصيص فضاء مجاني لكل كاتب يرغب في الترويج لإصداره الأدبي وبيعه، ومن جهتها تضرب شاعرة بونة نادية نواصر موعدا لرواد صالونها «صالون نادية الأدبي» الذي انقطع لفترة معينة بسبب جائحة كوفيد 19، وذلك يوم 30 أكتوبر الجاري، ليكون ضيوفها لهذا العدد كل من الشعراء عبد العزيز غرمول، منيرة سعدة خلخال، شمس الدين بوكلوة ومحمد بوتران.