دعا الشاعر مصعب تقي الدين بن عامر وزارة الثقافة والفنون الى دفع مستحقاته المالية، بعد مشاركته في المسابقة الوطنية للشعر التي تنظمها الوزارة كل سنة، حيث تحصل الشاعر الشاب بن عامر على المرتبة الثانية في أوّل مشاركة له في جائزة علي معاشي للشعر من خلال دورتها سنة 2019.
قال الشاعر تقي الدين بن عامر، في منشور له عبر صفحته « الآن و بعد سنوات من حادثة الأربعين مليونا أراني و في رصيدي كتابان ثالثهما سيأتي بعد أسابيع، أجدني متصفحا كتابي هذا الذي طبعته وزارة الثقافة دون أن نحصل منه على مستحقاتنا المالية وقد مضت على طبعه سنتان».
عاد تقي الدين أدراجه بعد هذه الحادثة الى علاقته بالشعر وكيف استطاعت ملكة الهوس التمكن منه ومحاصرته، حيث كان يدرس في الثانوية حين بدأ يهذي بما يشبه الأدب و»يخربش» فوق جدران المدينة بما يشبه القصة وينزف بعض الأغنيات التي لم ترق لتكون قصيدة، غير أنه وفي لحظة « تفرعين « بحسب تعبيره و»التفرعين» مصدره الفعل «تفرعن « أي بلغ من الغرور سماءه، خطر له تأليف كتاب، كما يفعل الآن معظم الصبية على حد قوله.
في السياق ذاته، عرض الفكرة على أستاذه في اللّغة العربية والذي كان يعمل في تلك الفترة بائع سراويل في السوق الشعبي، لأن أجور الأساتذة جمّدت بفعل قيامهم بإضراب عام لزيادة الأجور.
المهم أن أستاذه كان مفلسا وساخطا وإذ به يستشيره في فكرة تأليف كتاب، فما كان منه، إلا أن نظر إليه بسخط، إن كان يملك أربعون مليون سنتيم، وهنا أجابه الشاعر تقي الدين ببراءة الأطفال والفقراء «من فمك للمولى» فرد عليه بأن لا يحلم بتأليف كتاب قبل أن يصير معه مليون سنتيم.
في الأخير ترحّم الشاعر تقي الدين على روح معلمه والفقر اللذان منعاه من حماقة تأليف كتاب وقتها، لأنه لو فعل ذلك لما كان يخط تفاصيل هذه الحكاية، ولكان بائع سراويل في السوق الشعبي.
للتذكير الشاعر تقي الدين بن عامر شارك في مسابقة أمير الشعراء طبعة 2021، وتخطى المراحل الأولى من المنافسة وقدم أنموذجا للشاعر الشاب المتمرّس ولقي مساندة من وزيرة الثقافة والفنون ودعت الى مساندته والوقوف معه، وسبق أن توّج في مسيرته الشعرية بعديد الجوائز الوطنية والعربية ودواوين شعرية «صلوات للمطر» ، « النار بين أصابعي»، «الغروب شرقا»، كما يملك في رصيده الروائي ثلاث مخطوطات وهي: «الحشاشون الجدد»، و «الطين والزيتون»، «الغرق في مطر قديم».
