احتضنت قاعة العروض للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية عبد الرحمان بن حميدة بعاصمة الولاية بومرداس، سهرة الخميس، أولى أنشطتها الثقافية بتقديم العرض الشرفي للفيلم الوثائقي «تادلس» أو دلس مدينة الألفيات، بحضور المخرج صالح بوفلاح وممثلي السلطات الولائية والأسرة الثقافية والفنية وعدد من الجمهور.
حاول المخرج طيلة 52 دقيقة من العرض، الغوص في الماضي الطويل بتناول أهم المحطات التاريخية لمدينة دلس الزاخرة بالأحداث والمعالم الحضرية الشاهدة على عراقة المدينة وأهميتها كملتقى لعدة حضارات مرت بها، من الفينيقية، الرومانية، الإسلامية من أبرزها الحقبة العثمانية التي أسست لحي القصبة المصنف كمعلم وطني بحاجة إلى تهيئة وتثمين.
ويحمل الفيلم قيمة رمزية وأهمية توثيقية لتاريخ مدينة دلس ومعالمها الأثرية المعروفة، كالمدرسة القرآنية، ضريح محمد سيدي الحرفي، جدار الصد، الميناء القديم، منارة بن غوث وسيدي سوسان وغيرها الكثير التي تبقى بأمس الحاجة إلى اهتمام أكثر حتى بالنسبة لتلك المواقع التي استفادت من عملية ترميم وتهيئة في إطار المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ الصادر بقرار وزاري مشترك سنة 2016. في حين تبقى أخرى تنتظر، على رأسها معلم القصبة المتوقف في المرحلة الثالثة بعد إنجاز أشغال استعجالية مباشرة بعد زلزال 2003، لكنها تعرضت للكثير من النقد بسبب طبيعة العملية التي شوهت الوجه الحضاري للموقع.
والأهم من كل ذلك، مثلما دافع عنه عديد المهتمين بالتراث المحلي المادي وغير المادي ومنها مؤسسة «القصبة»، التي فشلت في إيصال رسالة الاستغاثة إلى القائمين على القطاع الثقافي ومنها الوزارة الوصية نتيجة غياب الاستمرارية والمتابعة، ونعني به هنا الجانب الترويجي الذي ركز عليه المخرج للتعريف بكل معالم المدينة في مختلف المحافل، بما فيها الفترة الفرنسية التي تتقاسم جزءا من هذا التراث المهمل، منها المنارة القديمة «بن غوت» بحي برج فنار، حسب التسمية المحلية، قصر»فور»، جدار الصد بأبوابه الرئيسية لمراقبة المدينة.