سوسن محمود نوري شاعرة من مدينة قسنطينة، خريجة كلية الهندسة، قسم الهندسة المدنية، فازت بالجائزة الأولى في مسابقة أول نوفمبر لمبدعات المدينة بقصيدة عمودية، ابتعدت لأسباب اجتماعية لتعود بعد 14 سنة لكن لتكتب قصيدة النثر، بعد «كاريزما» صدر لها مؤخرا ديوان ثان بعنوان «يدان تمسكان السماء عن السقوط في الوحل»، تحدّثنا عنه وعن حكايتها مع قصيدة النثر وأشياء أخرى من خلال هذا الحوار.
- الشعب: كيف بدأت الحكاية مع الكتابة؟ ومن شجّعك؟
الشّاعرة سوسن محمود نوري: سوسن الشاعرة الثالثة في العائلة الصغيرة بعد الوالد رحمة الله عليه والأخ الأكبر، طبيعي جدا في هذا الجو أن تكون شاعرة مع القليل من الموهبة، الكثير من الحب للشعر، ومع طفولة عاشتها عاشقة لروائح الكتب التي تملأ أركان البيت.
- لماذا القصيدة النّثرية بالذّات؟
قصيدة النثر فتحت طريقا للإبداع، وسمحت باستخدام فنون أخرى تحت إطارها لتفتح بابا واسعا للحرية التي ينشدها أي شاعر.
كما استخدمت طرائق جديدة بعيدة عن المجاز والبلاغة العربية القديمين لأنها تخاطب العقل مباشرة وتطأ على تطورات الوعي الحديث ورؤيته سواء كانت اجتماعية، سياسية او اقتصادية، فالقصيدة لا حدود لها.
- ما هو رأيك في واقع هذا الجنس الأدبي في الجزائر خاصة والشعر عامة؟
أكثر ما يعذّب هذه الروح هو حال قصيدة النثر في الجزائر، حيث بات أي اختلال للوزن في القصيدة العمودية أو التفعيلة ينسب جزافا إليها، فهي بعيدة كل البعد مع الأسف عن نظيراتها في العالم العربي، غير أنّنا لا ننفي وجود أصوات شعرية جميلة ارتأت الابتعاد عن هذا المناخ الفاسد والسائد، خاصة وأنّنا لليوم مازلنا نناقش في ملتقياتنا ما إذا كانت قصيدة النثر جنسا أدبيا قائما بذاته أم هي امتداد للقصيدتين السابقتي الذكر، والأمرّ أن ننسب إليها أجناسا أخرى كالخاطرة مثلا، إضافة إلى غياب النقد والدراسات الأكاديمية الجادة، هذه الأخيرة عادة ما تكون لصالح أسماء صديقة ومعروفة على حساب العمل ذاته.
- حدّثينا عن ديوانيك الأول والثاني؟
«كاريزما» ديواني البكر الصادر عن دار خيال للنشر والتوزيع، هو شكل متحرر من الكتابة اشتغلت فيه على اللغة باعتبارها ما يرجّح كفّة الميزان الشعري، وكرست فيه ثقافتي لتكون الكتابة حداثية باتجاه العمق والدقة والحاجة الملحة للدهشة.
أمّا ديوان «يدان تمسكان السماء عن السقوط في الوحل»، فهو صادر عن دار الفراعنة المصرية.
- لك نشاط كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجلة إلكترونية ومداخلات ومسابقات، ما هي الإضافة التي يقدمها للمشهد الثقافي؟
أكيد مواقع التواصل الاجتماعي أضافت الكثير للمشهد الثقافي، وأكبر دليل هو النتائج الملموسة التي تحققها مجموعة مجانين قصيدة النثر باكتشاف المواهب، ومسح الغبار عن شعراء همشهم واقعنا الثقافي المخزي، كما تحاول رسم خطوط واضحة لقصيدة النثر وفق تعريفات روادها عالميا، للمجموعة صدى كبيرا على الساحة الثقافية العربية والعالمية، كان الفضل في ذلك لشعراء ونقاد مميزين من بلدان مختلفة دون أن ننسى مؤسّسها الشاعر الكبير والروائي المصري محمد نصر، سعوا من خلال مجلة إلكترونية «ميتافورس» إلى تنقيح واختيار أفضل ما يكتب في هذا المجال.
- هل هناك مشروع لأنشطة ثقافية على أرض الواقع؟
على المستوى الشخصي أفضّل التواجد في أكبر عدد من الملتقيات محاولة تغيير عقلية المتلقي وتقبّله للانفتاح على هذا العالم الدسم شعريا، وكوني مسؤولة في مجموعة مجانين قصيدة النثر ونيابة عن فريق العمل أقول أننا نعمل جاهدين لسحب هذا الافتراضي للواقع من خلال إقامتنا لفاعليات على الأرض في مصر، خاصة كونها الأخصب لهذا لننتقل في خطوات سريعة إلى الأبعد من ذلك.
- ما هو جديدك القادم؟
الجديد ديوان ثالث في الطبع سيكون مختلفا عن الديوانين الأولين، تجربة جديدة، أخذت فيها العاطفة نصيبا كبيرا، وهناك محاولة جادة لدخول عالم المسرح.
- كيف هي أحوالك خلال الشّهر الفضيل..هل من عادات خاصة به أو طقوس للكتابة والنّشاط الأدبي؟
طقوس الكتابة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، ربما العكس فعندما يراودك الشعر لا مجال لاختيار الوقت الأنسب لكتابته..
- كيف تقضين أيّامك وسهرات رمضان؟
أيام رمضان كباقي الأيام تقريبا، ليس لي برنامج خاص به، لكن السهرات غالبا ما تكون لاجتماع العائلة أو التسكع في شوارع المدينة أول الليل، وللقراءة نصيب من الليل والنهار دائما.
- أطباق تفضّلين تقديمها على مائدة الإفطار؟
طبقي المفضّل شباح الصفرة ككل القسنطينيين وطاجين الزيتون.
الشّاعرة سوسن محمود نوري لـ «الشعب»:
نشكو غياب النّقد والدّراسات الأكاديمية الجادّة
حوار: حبيبة غريب
شوهد:769 مرة