صدر للمؤلفة الشابة شيراز شكرود مؤلف أدبي جديد بعنوان «قارب نجاة»، عن دار نقطة بوك للنشر والتوزيع، سافرت فيه الشابة المبدعة بين عوالم مختلفة جمعت فيه مضامين تحفيزية تثقيفية تتقاطع ما بين علم النفس والتنمية البشرية وعدة مواضيع مهمة على غرار العقل الباطن، الثقة بالنفس، تحديد الأهداف، الشخصية.
«قارب نجاة» جاء أيضا مركزا بشكل خاص على عالم الطفل وشخصيته، مؤكدة في تصريح لـ «الشعب»، أنّ عنوان الكتاب يوحي لمعظم الناس أنه يدور حول الهجرة غير شرعية إلا أنه وفي الحقيقة يتناول الهجرة في قالب آخر من نظرة أخرى سيفهمون مدلولها لمجرد قراءة افتِتاحية الكتاب تضيف شكرود، التي تحضر حاليا لمؤلف آخر سيكون فرصة لمعالجة قضايا أخرى ورهانات في التنمية البشرية.
وتعتبر الكاتبة الشابة شيراز شكرود، حسب ما أكدته لنا حاملة لرسالة نبيلة تسعى لإيصالها وبثها حولها، تقطن بولاية سكيكدة، تدرس حاليا تخصص علم النفس بجامعة 20 أوت 1955 سكيكدة، تحرص على القيام بدورات تدريب في التنمية البشرية، كما انها مولعة بالتصوير الفوتوغرافي وتزاول حاليا مهنة تدريب «السوروبان» للأطفال.
وعن سبب تأليفها في مجال التنمية البشرية الذي يعتبر من اعقد حقول المعرفة والتأليف، فأوضحت شكرود أنها بادرت إلى ذلك من خلال سببين أولهما أنها رأت أن المجتمع بحاجة لسد بعض الثغرات السلبية في حياته التي دوما ما تصده وتمنعه من التقدم، إضافة إلى أن المحيط الاجتماعي لم يكن مشجعا بقدر ما كان منفرا ومحبطا لدعم الكتابة والكُتّاب.
وأشارت في ذات السياق إلى أنّها محظوظة في بدايتها الأدبية كونها لم تواجه مشاكلا لإخراج أول أعمالها للنور، لكنها تعترف ببعض العراقيل التي كانت حافزا لها للمضي قدما في هذا المجال الذي احبته منذ الصغر، باستثناء استغراقها لوقت طويل لإيجاد دار نشر تتفهم طبيعة إبداعاتها لتختار أخيرا دار نقطة للنشر والتوزيع بباتنة لصاحبها المبدع الشاب رضوان غضبان، الرائدة في مجال دعم ابداعات الشباب في مجال التأليف.
وعن مشاريعها المستقبلية فأوضحت شكرود انها ستكون حاليا موجهة للأطفال والشباب بدرجة أكبر، محاولة كسر نمطية العزوف عن القراءة، مشيرة إلى أنها مؤمنة بفكرة «ألقوا الكتاب إلى الشارع يحتضنه الشعب»، بغض النظر عن «احتكار» وسائل التواصل الاجتماعي لعقول وقلوب القارئ، مؤكّدة أنّ الحل في وضع حد للعزوف عن الكتب، يكمن في توفيرها في مختلف المرافق بالإضافة إلى تكييف مضامينها مع الواقع الاجتماعي والمعيشي وربط الحلول للقارئ عامل أساسي للإقبال على القراءة، تضيف شكرود.
وبخصوص نجاح بعض التجارب الشبانية في التأليف في مجال التنمية البشرية، فأكّدت شكرود لـ «الشعب»، أنّها لا يمكن الحكم على هذه التجارب انها وفقت أو لا، فغالب الأعمال تكتسيها الدقة والصواب كما أن احتمال الخطأ أو دعنا نقول بعضا من الزلات وارد، فالإنسان يبقى من طين وماء يخطئ ويصيب.
كما نأمل أن يكون الاكتساح الكبير لهذا المجال شارة خير، فمعظم الدول المتقدمة تعتمد وتقف على التنمية البشرية بشكل كبير.
ولا تعتبر المؤلفة الشابة ان السن هاجس او مانع دون التأليف في التنمية البشرية، فالأمور لا تقاس به - حسبها - بل بالتجارب والخبرات والنمو المعرفي والإدراكي للفرد، والأمثلة كثيرة عن أشخاص رائدين في مجالهم رغم صغر السن وكم من أطفال بزغوا بإنجازات و اختراعات لم يكن للكبار أن يفعلوها، إذن فالعمر هنا ليس مقاسا للنجاح، والأعمال تتحدث عنهم.
وتختم محدثتنا اللقاء بالإشارة، إلى أن التنمية البشرية على اختلاف مواضيعها أصبحت من الواجب أن تكون عنصرا هاما في المحيط الاجتماعي، فهذه الأخيرة وعلم النفس إلى علم الاجتماع يتواجدون بأعلى هرم التخطيط بالمؤسسات في الدول المتقدمة، فيمكن للتنمية البشرية إحداث الفارق بوجودها بين الفرد القديم والجديد فهي تكشف عن شخصيته وتجعل منه يتبنى السلوك والتفكير الإيجابي وتطمس الثغرات السلبية و تنمي قدراته بالشكل الذي يجعله يدير وقته وأعماله وتفكيره في الاتجاه الصحيح الذي يفتح الباب أمام المجتمع للتقدم والرقي.