نقف على عتبة الزمن بصمت وصبر لنترحم و لنودع شخصية فنية مميزة صاحب صوتها أجمل لحظات لن تنسى من حفلات الأعراس والمناسبات السعيدة .
بحزن عميق وبقلم يرتجف نكتب في حقها كلمات لعلها تفي بالغرض، ولكن أين هي الكلمات، وكيف نبدأ؟ .
كانت وستبقى ابنة الجزائر التي شرفت الفن الأصيل، ولامس محتوى أعمالها قلوب الجزائريين، فحقا لا ندري من اين نبدأ؟ هل بالحديث عن ابتسامتها التي لم تفارق شفتيها؟، ام عن صوتها الذي وصل صدقه إلى قلوب المعجبين ؟ أم عن تاريخ عطائها الذي سيظل محفورا في المشهد الثقافي ،الزاخر بكل الطبوع الغنائية الهادفة المترنحة بين الشاوي ،الجزائري والحوزي إلى جانب عدة أنماط من شمال إفريقيا؟
حقا ماذا يمكننا أن تخطه آنا ملنا في رحيل الفنانة نعيمة عبابسة التي تركت وراءها رصيدا فنيا من الأغاني التراثية ،المستوحاة من الجزائر العميقة نالت تميزا وشهرة داخل وخارج الوطن؟،ولعمري أن السانحة لن تسعنا أن نستذكر إلا القل القليل من تاريخ أعمالها المتشربة من والدها أيقونة الفن البدوي صاحب لحن أغنية وطنية «فداء الجزائر»، لصديقه شاعر الثورة مفدي زكرياء ،والأغنية الشهيرة « حيزية » عبد الحميد عبابسة الذي كان له الفضل في بروز الراحلة نعيمة على الساحة الفنية رفقة شقيقاتها وأخيها .
وداعا من كل من أحبك من قريب أو من بعيد ،فأبدا لن ننسى رسالتك الفنية التي أجدْتِها ووضعت أصبعك من خلالها على كثير من المواضيع الإجتماعية من بينها إفتخارك بنساء بلدك الجزائر في أغنية « الي بغا يكسي مرتو »،أو باستشهادك برموز الفن في رائعة « شيوخ بلادنا » ،إلى جانب ماسيظل عالقا وجد مؤثرفي ذاكرة كل الجزائريين على غرار كل من أغنية « على زينو ديتو » ، « ولد بلادي « ، »الزينة البدوية » ، « السينيال » ، »رجال الله »، « ياحمامة »و « ديري الحنة »، هو مشاركتك في برنامج مطبخ عاشور العاشر في الحلقة الثالثة من هذا الشهر الفضيل والتي كانت نافلة أعمالك التي سبقت يوم رحيلك عنا بأيام قلائل.