غاصت الشاعرة ليندة كامل في ثاني مولود إبداعي لها «صوت من شفاه المطر «، في لُجج المشاعر التائهة بين شغف الحب و سطوته، وبين أمواج العتاب وآثاره المؤلمة، ومن خلال سطوره التي تلاحمت بين الشعر والنثر وأرادت أن تحذّر الوافدين لبحار الحب من ضريبة الإخلاص والوفاء، في حين صوّرت لعشاق التلاعب بالمشاعر المصير البشع الذي لا يليق إلا بهم، كما استحضرت في سطور ديوانها كلا من قضية شرف العروبة فلسطين أمانة في رقاب المخلصين، وسوريا في رسالة سلام لشوارع الشام.
صرّحت الشاعرة ليندة كامل في اتصال لـ «الشعب «، أن ديوان «صوت من شفاه المطر»، جاء وفق نصوص نثرية بنكهات شعرية، تتراقص فيها الكلمات على أوتار حساسة لن تصل ألحانها، إلا لمن رضع الإنسانية وتسلح بضمير حي، لا يهرول للعداوة ولا يصفق للباطل.
في ذات الصدد قالت: «رحلت في ديواني الجديد الصادر عن دار خيال للنشر والترجمة، في عوالم من الوجد والمشاعر الإنسانية الجيّاشة، وذلك عبر نصوص تراوحت بين النثر والشعر، زاوجت بين الأسلوبين، كما زاوجت بين مشاعر الحب والعتاب التي يمكن الوقوع عليها في اختياري للألفاظ والمفردات وبناء الجمل والتراكيب».
في ذات السياق، قالت المتحدثة بأنها حاولت في ديوانها الأخير أن تربط بين الشعر و النثر ومشاعر الحب والعتاب في قالب مستجد، عكس الذي حواه ديوانها الأول «ويصحو الصبح أحياناً»، وكما جاء على لسانها في هذا السياق: «حاولت اختيار النصوص العاطفية لما لها من استحضار في ذهنية القارئ العربي الذي يبحث عن الحب المفقود، وحين يقرأ «ماذا لو لم أحبك يوماً» يعيش مع كل قصيدة تتضمن إسقاطات واضحة لما يعيشه، بشكل يومي».
أضافت الشاعرة، بأن ديوان» صوت من شفاه المطر « يحتوي على 176 نص شعري، خصصت ستة منها لنصرة القضية الفلسطينية وهي: «في غزة النصر.. آت» ، «صباح الخير ياغزة»، «ياغزة الإباء» ، «غزة حين يصبح الألم بحرا»، «سندفن موتانا»، «نحن أبناء غزة»، كما أهدت نص» لك السلام يا شام» إلى تراب أرض سوريا وشعبها.
في ذات الصدد، قالت المتحدثة إن كل نصوص الديوان هي استثمار لمختلف القضايا الاجتماعية والانسانية، جاءت بلغة بسيطة، ذات المحتوى القصير، بحيث لا يستغرق القارئ فيه وقتا طويلا، كما عرّجت في تصريحها على نصها «ياغزة الإباء» وذكرت بأنه يحاكي وجع الروح الرافضة للاستسلام الشامخة على جبين التاريخ بكل فخر، واستشهدت في سياق كلامها بمضمون النص، فقالت: «كيف لنا أن نضحك بعدك؟ ..كيف لنا أن نمارس الحياة وعلم وطني يتوسط بيوتك المعطرة بالصدق و الوفاء، قل لي أيها الزمن كيف لنا أن نعيد لها المجد ونحن أمم تفرقنا لمجرد تفاهة خلفتها لنا مطامع لا تشبع الأذلاء.. ياغزة الطهر والنقاء.. قولي لهم أنك عروس اختارك الرب لتطهري ذنوب البغاء قولي لهم أنك ملاك بين أنياب السفهاء لك الله.. ولنا دموعنا غيمة حتى نلقى الله.»
ووصفت الشاعرة ليندة كامل في ختام تصريحها إلى ماحواه نص «لك السلام يا شام»، بأنه صرخة أمل هاربة من مشاهد الدمار، فعبرت عنه قائلة: «لك السلام ياشام ..لك دعواتي وقلبي الذي صار ظلاما. ليت السماء تنزل نورها فيستقيم المقام .. والقلب صار حزينا كلما رأى فجرك وتلك الأحلام.. كان الله بعونك وبعوننا، لأننا حقا ننزف كالغمام».