كتب الإعلامي أحمد فريد الاطرش في تعليق له نشره على صفحته حول الفقيدة الممثلة فتيحة نسرين، إنها كانت الأخت الكبرى والصديقة الصادقة لكل من تعرف عليها أو اشتغل معها.
قال الاطرش، إن والدها بن إبراهيم سليل مدينة وزارات المغربية ومنذ صغره انتقل للعيش في الجزائر ومارس مهنة الجزارة بالحي الشعبي «بولوغين « كان صديقا لعديد الفنانين الشعبيين في باب الوادي أمثال قروابي والعماري وشاعو، أما والدتها فهي السيدة آمينة أصيلة مدينة بني حواء الساحلية، توفيت نهاية تسعينيات القرن الماضي، كانتا تقطنان معا قبل فيضانات 2003 في باب الوادي، وذلك في 124 شارع العقيد لطفي، الشارع الذي تضرر لقوة الفيضان الشديد الذي داهم المنطقة المنكوبة.
عرّج الاعلامي احمد فريد الاطرش الى العلاقة التي كانت تربطه بالعائلة قائلا: «كنت أحد الذين اقتربوا منها وعجبت لطيبتها وعطفها وكرمها وإنسانيتها مع كل من يحتاج إليها»، وأضاف «جمعتنا عديد الجولات الفنية داخل وخارج الوطن في إطار مهرجانات وفعاليات أسابيع ثقافية جزائرية بالخارج .. كانت المرحومة عزيزة النفس شهمة المواقف، بل « فحلة « بأتمّ معنى الكلمة.
أكد ذات المتحدث ان الفقيدة كان همها «حبها للفن وعشقها للتراث الأصيل، أنشأت فرقة شعبية
«دزيرية» نسبة لعميدة الطرب العاصمي الأصيل المرحومة فضيلة الدزيرية، وكان جميع أفراد الفرقة من العنصر النسوي جلّهن من العازفات الماهرات في هذا النوع من التراث الفني العاصمي العتيق.
أضاف في ذات السياق: «كنت أحد المرافقين لهن في جولة فنية ثقافية في العديد من المدن داخل مملكة بلجيكا وعاصمتها بروكسل «نهاية 1989» وكانت من ضمن المجموعة في تلك الجولة الفنانة السطايفية الشهيرة المطربة الغالية أطال الله في عمرها، أذكر أننا خلال تلك الرحلة تعرفنا على رجل الأعمال الجزائري الحاج عبد الحميد بن شيكو الشهير، صاحب مصانع مادة الشمة والذي يملك ضيعة كبيرة لتربية الخيول العربية بمنطقة «لياج» وكان يومها العضو الشرفي العربي الوحيد لمجلس بلدية بروكسل، وهو يحوز ثقة واحترام المجتمع البلجيكي وكبار مسؤوليه ويضيف احمد فريد الاطرش ان هذا الاخير «استضافهم يومها في بيته العتيق وأكرم وفادتنا رفقة زوجته الألمانية العاشقة لكل ماهو جزائري، وهي سيدة تعشق ركوب الجياد العربية «.
للتذكير كانت الفنانة الراحلة فتيحة نسرين قد توفيت بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر ناهز 74 سنة، وشيّعت إلى مثواها الأخير، الأسبوع الفارط، بمقبرة القطار بالعاصمة، وقد عرفها الجمهور الجزائري بأغانيها الجزائرية القديمة ذات الطابع التراثي، بالإضافة الى اقتحامها ميدان التمثيل في عديد المسلسلات والأفلام.