الشاعر والروائي أسامة تايب لـ«الشعب»:

كل من يكافح ليكون شخصا ناجحا قدوتي

أمينة جابالله

هو ابن القلم والورق، شاب جزائري طموح متعدد المواهب، بدايته كانت على الركح، بين تفاصيل السياناريوهات وتصفيقات عشاق الفن الرابع، ليجد نفسه في الأخير شاعرا وكاتبا روائيا، لا يكترث لتعاقب السنين ولا يخيفه خريف العمر فالسن بالنسبة له سيظل مجرد رقم لا أكثر، حاليا يدرس في السنة النهائية وفي التخصّص الذي يعشقه، ببساطة هذا هو «أسامة تايب» الذي سنتعرّف عليه من خلال هذا الحوار.

-  ما هي الموهبة والإبداع الذي يقدّمه أسامة؟
 صراحة، لا أرى ما أعمله موهبة وإبداع، كل ما في الأمر أني غارق في شغف أحبه، حيث إن القلم والورقة إحتضناني وجعلا مني شاعرا وروائيا، اما عدسة كامرتي خلقت مني مصورا، والقلب لا يزال يشتاق إلى خشبة المسرح.

-  لك في الشعر والرواية والتصوير الفوتوغرافي أيضا، لكنك قلت أنك تشتاق للمسرح؟
 الشعر والرواية وتصوير الفوتوغرافي أصبحوا جزءا من يومياتي فممارستهم أضحت يوميا ان لم تكن في اغلب اوقاتي، أما المسرح فقد هجرته منذ سنوات، حيث كانت «الكنز» هي آخر مسرحية لي نهاية 2015. والشيء الذي جعلني اشتاق له هو أني كنت امثل مسرح «المونولوغ» وقد عشت على الركح اكثر من تسعة سنوات.

- بعد اِعتزالك للمسرح تقول، إن القلم احتواك وجعل منك شاعرا وروائيا حدثنا عن إصدارتك الأدبية؟
 البداية كانت بدوان شعري حمل بين طياته 67 قصيدة مزجت بين الحب والموت تحت مسمى «حزن الغزل» فتغزلت بالموت وصاحبته كان صدروه في عام 2018 مع المؤسسة الوطنية الفنون المطبعية ENAG ، وفي ذات العام مع دار نشر أفق للنشر والترجمة صدرت الطبعة الاولى من رواية على الرصيف رقم 5 والتى حقّقت نجاحها واثرت في القراء، مما جعلها تنفذ من رفوف واصدار طبعة ثانية في 2019، الرواية عالجت قضايا اجتماعية وسياسية، وفي 2019 ايضا مع دار أفق للنشر وترجمة اصدرت رواية الوردة السمراء التي تطرّقت إلى قضايا جريئة سواء اجتماعية وتارخية وحتى سياسية.

- هل المواضيع الذي تعالجها في الشعر هي نفسها في الرواية؟
 أكيد لا، رغم ان القالب واحد قالب رومنسي، لكن تختلف كتابتي في الشعر عن كتابتي في الرواية، فالشعر مثلا تجدين معظم ما يعالجه الحزن، الحب، الفراق، الموت، لكن تبقى القصيدة عندي أنثى فتكون القصيدة غزلية، أما الرواية ففي ذلك القالب الرومنسي الذي اخلق فيه قصة حب تكون أحداث معالجة لطابوهات سياسية أو تارخية أو إجتماعية على حسب الأحداث.

- كيف ترى تجربتك في هذا المجال الإبداعي وما هي مكاسبك منه؟
 الصدق هي تجربة عظيمة إذ أنها خرجت من كونها تجربة لتصبح حياة، أما عن المكاسب هما اثنين الأول محبة أناس لا اعرفهم، والثاني يتمثل في ما تحمله تلك المحاولات الناجحة في تصوير المعاناة والألم الذي لا ينتهي من حياة الكثيرين من البشر.
- من هي الشخصية التي تراها قدوة لك؟
 الحقيقة هو ألمي الذي يعلمني الكثير من تجارب الحياة، الرفيق الذي يمنحني الفكرة، لكن دائما لنا أشخاص نتعلم من تجاربهم وصعابهم، ففي الإعلام قدوتي الدكتور رشيد ولد بن سيافة، أما في عالم الكتابة هم كثر على رأسهم الشاعرة والروائية ربيعة جلطي وزوجها أمين الزاوي، الناقد امين بحري وغيرهم من الأسماء، فكل من يكافح ليكون شخصا ناجحا هو قدوتي.

- كيف ثمنت مشاركتك الشرفية في مسابقة شاعر الجزائر؟
 ومتى كانت الأحداث المهمة في حياة الفرد تثمن، فالوقوف أمام تلك اللجنة الكبيرة والقامات الأدبية واستماعهم لأحرفي لا يمكنني أن أثمنها، فعبر تلك المشاركة الشرفية، استمع أكثر من مليون جزائري وعربي لشعري، وهذا الحدث لا يمكن أن يثمن، فكمية الرسائل والإتصالات التي أخبرني فيها المحبين أن كلماتي قد دغدغت مشاعرهم وأبكت عيونهم لا يمكن أن تثمن، لقد كان حدث عظيم في حياتي.

- ما هي طموحاتك في المستقبل؟
 طموحي في المستقبل هو شيء واحد أن يحفر اسمي على الصخر بأحرف من ذهب، ويحفظني التاريخ بين صفحاته.

-  هل الفضاء الاجتماعي ساهم في عملية التعريف بالمبدع.. برأيك ما هي مساوئ هذا الأخير؟
 الفضاء الاجتماعي له إيجابيته وسلبياته لنقل أنه بات القِبلة الأولى للتعريف بالمبدع في أي مجال كان إبداعه، بالأخص «السوشل ميديا»، لنقل أن من سلبياته أنه ليس مقياس حقيقي للإبداع فيمكن تزوير الكثير من الحقائق عبره.

- كيف أثر الحجر الصحي على قلمك؟
 بداية هو لم يغير شيء فكما قالها لي أخي الصغير إننا اكتشفنا أن حياتنا عبارة عن حجر صحي، فمن العادة اني لا أغادر البيت إلا للضرورة أو رحلة، أما ان تفرض شيء على رأي فلا يتقبله حتى وإن كان من عادته، في البداية كان الأمر جيد ثم أضحى ممل للغاية والأصعب هو اني أصبت بفترة فتور وصام قلمي وغادرتني الأفكار وبت بأمس الحاجة إلى رحلة سفر كالعادة، مما صعب الأمر ثم تداركت الوضع وانطلقت في تجاويف القلم وعملت على انهاء اعمال كانت متوقفة.
 
-  حدثنا عن عملك القادم؟
 حقيقة لا أود أن أفصح عنه أو بالأحرى عنها فهي أكثر من عمل، لكن سأخبرك بعض الشيء عن القادم، هو دوان شعري جديد تحت عنوان «نغم فتى» فلم استقر على العنوان بعد، لكن هو يحمل قصائد عن الحب والشوق والفراق والشكوى إلى الله.
وروايتين أو ثلاث أهمها رواية بدأتها منذ 6 سنوات ونصف تحت مسمى «أبيدو»، هذا ما يمكن أن أقوله لحدّ الآن عن الأعمال القادمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024