دعا إلى إعطاء المتخيّل مساحات جريئة للتّصوير، بركاتي:

هناك فرق في تناول سير رموز الثّورة سينمائيّا ودراميّا

نور الدين لعراجي

 بعض الأفلام «استنزفت» الأموال ولم تحقّق الانتشار والخلود

أثار الكاتب و»السيناريست»، سي حمدي بركاتي، مسألة يتجاهلها البعض والمتعلقة بإثارة السير الذاتية للشخصيات المهمة في تاريخ الحركة الوطنية أو الثورة التحريرية، خاصة ما بين السينما والتوثيق، مؤكّدا أن ثمّة فرق بين تناول سير رموز الثورة المجيدة سينمائيا ودراميا، في إشارة إلى قيمة وطينة مثل الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد وبين الكتابة التوثيقية عنهم التي ترتكز على الوثيقة والمعلومة المؤرشفة.

قال أستاذ الاعلام بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، سي حمدي بركاتي، إن «السينما الجزائرية في بداية عهدها مع التصوير اشتغلت على «تيمة» الثورة لأنها خرجت من رحمها وتكون صانعوها ومخرجوها بين الجبال وداخل المغارات، كما ساهمت إلى حد ما في توثيق بعض أحداث الثورة وحالة المجتمع الجزائري آنذاك، إضافة إلى مساهمتها في تنوير الرأي العام الدولي بالقضية الجزائرية، ونجحت إلى حد ما في مسعاها ذلك».
كما أكّد «السيناريست» ومخرج الشريط التاريخي «لقطاطشة» في مقال نشره على صفحته الافتراضية، أن السينما الجزائرية بعد الاستقلال شرعت في إعادة تقديم الثورة انطلاقا من قاعدة أن الشعب هو البطل، إذ لم تنجز حسبه أعمالا سينمائية تخلد مسارات بعض رموز الثورة إلا في السنوات الأخيرة، حيث أنتجت وزارتا الثقافة والمجاهدين أفلاما عن بعض قادة الثورة، لكن تلك الأفلام على الرغم من اشتغالها على رموز ترتقي إلى مصاف «القداسة» عند الجزائريين إلا أن الأفلام لم تحقق ذلك الانتشار والخلود المنتظر منها».
وتساءل ذات المتحدّث لماذا لم تحقّق الأفلام المنجزة نجاحاً على الرغم من الأموال الضخمة التي رصدت لها؟ موضّحا أنّه لم يغفل جانبا مهما من العملية التاريخية والتوثيقية لهذه الأفلام  والمتعلقة بافتقاد «الجزائر إلى بيئة سينمائية ودرامية مؤسسة وفق معايير عالمية انطلاقا من القوانين التي تضبط الصناعة السينماطوغرافية وطريقة توزيع الأفلام مرورا بالنصوص وانتهاء بالشخصيات في حد ذاتها، على اعتبار أنّ تاريخ أولئك الأبطال النادرين يلامس في قيمته «المقدس» في ذاكرة الناس، ومنه لا يجب أن يخرج صانع الفيلم عن السياق العام الذي عاش فيه العربي بن مهيدي مثلا أو مصطفى بن بولعيد».
في السياق ذاته قال بركاتي إن كل من الفيلمين مصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي لم يمكن لهما النجاح والخلود لدى الجمهور، انتهيا في السنة التي أنتجا فيها، حيث لم يضف صانعوهما شيئا للمشاهد، بداية من الصورة التي قدمه فيها المخرج التي تقترب من التوثيق والتقرير الخالي من العمق الدرامي والإنساني الذي يعد عنصرا فعّالا في تعاطف المشاهد مع البطل».
وأضاف بركاتي أنّ المشاعر الإنسانية من خوف وحب وأمل ورجاء وشغف وغيرها هي فطرة وسجية في الإنسان، هذه التفاصيل هي التي تصنع الدراما في المنجز، مؤكّدا أنّه «إذا ما أردنا أن نؤسّس لصناعة درامية وسينمائية تاريخية في الجزائر تلامس أفق مشاهد اليوم الذي يتابع كبرى المنصات العالمية في الدراما والسينما، يجب أن نعطي للمتخيل هامشا في تشكيل مساحات جريئة إضافية تسهم في تقديم صورة نابضة ومدهشة حول الرموز طبعا دون تزييف الحقائق والتاريخ».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024