ينظّم قسم الآداب واللغة الإنجليزية بجامعة الوادي الملتقى الدولي الأول «ترجمة العلوم: واقع وتحديات». ويأتي هذا الملتقى، المنظّم بالتعاون مع مخبر تعليمية الترجمة وتعدد الألسن بجامعة وهران 1، ومخبر البحث في اللغة والأدب الإنجليزي والترجمة وإنتاج المعرفة بجامعة ورقلة، والمزمع انعقاده شهر ماي المقبل، يأتي لدراسة واقع الترجمة العلمية، وسبل تطويرها وتعزيزها. ويستضيف لهذا الغرض أسماءً لامعة من داخل الجزائر ومن خارجها.
تحتضن جامعة الوادي، يومي 30 و31 ماي المقبل عبر تقنية «غوغل مييت»، الملتقى الدولي الأول في الترجمة بعنوان: «ترجمة العلوم: واقع وتحديات Translating Sciences: Reality and Challenges».
يُنتظر أن ينشط الملتقى متحدّثون رئيسيّون، على غرار البروفيسورة يوليان هاوس من جامعة هامبورغ (ألمانيا)، والبروفيسور علي المناع من جامعة حمد بن خليفة (بقطر)، والبروفيسور جمال قوي من مخبر اللغة والأدب الإنكَليزي والترجمة وإنتاج المعرفة بجامعة ورقلة، والبروفيسور محمد أحمد طجو من قسم اللغة الفرنسية والترجمة بجامعة الملك سعود (المملكة السعودية).
كما يستضيف الملتقى البروفيسور خالد سعد الله أستاذ الرياضيات ومتخصص في الترجمة العلمية (الجزائر)، والبروفيسور باسل الحديثي مترجم كتاب «تاريخ موجز للزمن» لستيفن هوكينغ، ومهتم بالترجمة العلمية (إسبانيا).
وحسب ما أكّده لنا مدير الملتقى الدكتور محمد شوشاني عبيدي، فإن هذا الملتقى يهدف إلى دراسة واقع الترجمة العلمية، ومعرفة آليات تنفيذها، وسبل تطويرها وتعزيزها، وحث الباحثين على معرفة كيفية نقل الإنتاج العلمي من اللغة العربية وإليها، و معرفة آليات وطرائق تدريس الترجمة العلمية، واقتراح برامج تكوين للمترجمين وفق ما يتطلبه سوق العمل.
كما يرمي الملتقى إلى تحديد الصعوبات والعراقيل التي تواجه الترجمة العلمية وعملية التكوين فيها واقتراح سبل التغلب عليها، والتعرف على المنشغلين بحقل الترجمة العلمية من أجل التعارف والاحتكاك وتبادل الخبرات وخلق نواة بحثية مشتركة.
وانطلق منظمو الملتقى من فكرة أن العرب عاشوا عصورا زاخرة بالنشاط العلمي إنتاجا وترجمة، فقد كانوا مقصد العلماء، وقبلة الباحثين للنهل من علومهم، والتزود بمؤلفاتهم، ولم يكن لهم هذا الشأن إلاّ لما ترجموا آثار غيرهم، وانفتحوا عن حضارات الأمم التي جاورتهم. وهم في ذلك، لم تعجزهم لغة أو مصطلحات أو مفاهيم أو مقاربات. فقد ترجموا العلوم (رياضيات، وفلك، وكيمياء، وطب وغير ذلك) وهو ما أسهم في بناء الأمة وحضارتها. واستمروا في عمل الترجمة والنّقل، حتى مع ذبول بريق تلك الحضارة وانحسار مكانتها، ولكن ليس بالوتيرة نفسها إنتاجا أو ترجمة.
ومع تجدّد النهضة العربية في مصر، وإنشاء مدرسة الألسن ومؤسّسها رفاعة الطهطاوي عاد الاهتمام بالترجمة خاصة ما تعلق بمقاليد الحكم والعلوم التي تنفع الناس في حياتهم اليومية من طب، وكيمياء وغيرهما. لكنه اهتمام لم يعمّر طويلا، رغم تطور التكنولوجيا وازدهار الأدوات المساعدة للمترجم من قواميس، معاجم، برامج وذاكرات ترجمة، فقد فقدت الترجمة نشاطها وبريقها، وتناثرت الجهود هنا وهناك، وأصبحت تتسم في الغالب بالفردية والجهوية، لكل جهة أو دولة مصطلحاتها، ومفاهيمها، وعلماؤها، ومترجموها، رغم جهود التنسيق والتوحيد التي تطورت إلى إنشاء هيئات ومؤسسات قائمة بذاتها. وكنتيجة لهذا الوضع تعدّدت الترجمات، وتفرقت العناوين، وعمّت الفوضى في استخدام المصطلحات.
من جهة أخرى، ما زالت الترجمة العلمية، باعتبارها إحدى أهم أنواع الترجمة، تعاني من عدم وجود مقاربات أو طرائق متفق عليها، يمكن العمل وفقها لكي تقدم ترجمة جيدة تلقى القبول والاهتمام. وذلك رغم سهولة عملية النقل في أحايين كثيرة، فهي بين نقل حرفي يلتزم فيه المترجم بالأصل ولا يحيد عنه لغة وأسلوبا، وبين نقل بالمعنى أو بالتصرف حيث يبحث المترجم في النص المراد ترجمته ويقدمه باللغة الهدف مع ما يوافقها ويراعي خصائصها. وبين هذين الحدين، تلتصق الترجمة بالأصل فتقدّم عملا غريبا عن اللغة العربية، أو تلتصق باللغة الهدف فتقدّم عملا قريبا منها ومن خصائصها وأساليبها وبنائها.
ولمعالجة هذا الموضوع، قُسّم الملتقى إلى عشر محاور، يتطرق أولها إلى مفاهيم الترجمة العلمية، ومناهجها، واستراتيجياتها، ويتطرّق الثاني إلى تعليمية الترجمة العلمية، أما الثالث فيعالج الترجمة العلمية في الأوساط التعليمية والمهنية، والرابع واقع الترجمة العلمية في الوطن العربي وفي الجزائر، والخامس استثمار لغات الاختصاص في ترجمة العلوم.
ويركّز المحور السادس على التكوين المصطلحي للمترجم في مجال العلوم، والسابع على استغلال الموارد الإلكترونية في ترجمة العلوم، والثامن على ترجمة النصوص العلمية المبسطة، والتاسع على ترجمة العلوم الإنسانية والاجتماعية، فيما يختصّ المحور العاشر والأخير بترجمة العلوم البحتة والتكنولوجيا.
نشير إلى أنّ آخر أجل لاستقبال الملخصات هو 05 أفريل المقبل، على أن يكون الملخّص المقدم ضمن محاور الملتقى، وألا يتجاوز 200 كلمة، كما تقبل المشاركات باللغات العربية، الإنجليزية والفرنسية.