بعد توقّف اضطراري فرضته جائحة كورونا

المسرح الوطني يكسّر «الحصار» ويمنح الفرجة

نورالدين لعراجي

أسدل الستار عن الطبعة الـ 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف التي جرت فصولها على مدار عشرة أيام، احتضنها المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، قدمت من خلالها الفرق المشاركة أطباقا متنوعة لأبي الفنون من مختلف مناطق الوطن، تجاوب معها الجمهور ونالت رضاه، اجتمعت فيها الفرجة والمتعة معا، فأخرجته من شبح كورونا ومخلفاتها إلى فضاء أرحب شدّت إليه الأنظار فاختصرت المسافات أمام ركح قدم فيه المخرجون زبدة الإبداع في أرقى العروض.
يلتقي الكثير من النقاد والباحثين في أن عناصر المسرح تبدأ من الإخراج الى الديكور فالممثّلون وأخيرا الجمهور، ومن خلال هذه العناصر الأربع تصنع الفرجة والمتعة، ولو تغيّب اي عنصر سيكون الركح يتيما باهتا دون معنى، فجمهور المسرح الوطني كان صمام الأمان والضامن الأساس في الطبعة الـ14 التي اختتمت أول أمس، حيث تحصل فيها المسرح الجهوي بمستغانم على أحسن عمل مسرحي متكامل من خلال عرضه «خاطيني» والأمر نفسه بالنسبة للمخرج احمد رزاق حيث تحصل هذا الأخير على أحسن سينوغرافيا، ونال الممثل الصاعد بوحجر بودشيش على جائزة أحسن أداء رجالي في نفس العرض المسرحي «خاطيني».
تعالج مسرحية «خاطيني» ظاهرة غريبة استفحلت في المجتمع الجزائري منذ عقدين من الزمن المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، حيث قرّر الشباب «خاطيني» الهجرة نحو الضفة الاخرى من المتوسط بحثا عن العيش الكريم والحياة الرغد، لكنه وأثناء لحظة تفكير عابرة يصطدم قراره برفض شيوخ المدينة، وهنا يفتح المخرج احمد رزاق زاوية اخرى للكوميديا السوداء في اسقاط اجتماعي جسّدته كوكبة من الممثلين الشباب ومن مختلف الاجيال تتقدمهم الممثلة سميرة صحراوي في دور «الخالة». اما الممثلة صبرينة قريشي فقد قامت بأداء دور «صرهودة»، بالإضافة الى شخصيتي كل من بن الحملاوي والقهواجي، من اداء الممثل دبابة فؤاد ومحمد قطاي على التوالي.
وعبر فسحة زمنية دامت ساعة الا عشرون دقيقة وضع المخرج رزاق يده على الجرح في قالب دراماتيكي مميز، رافقه التوزيع الموسيقى والإضاءة التي صنعت هي الأخرى متعة من نوع خاص، جعلت الجمهور يحبس أنفاسه في تساؤلات جمة تتعلّق جلها بمصير أولئك الشباب الذين لم نعد نسمع لهم صوتا ولا همسا، وصاروا في لحظات عابرة مجرد ذكرى أليمة يستحضرها الأهل من خلال الحديث أو في المناسبات.
للتذكير، تحصّل الشاب محمد زامي على أحسن إبداع موسيقي في العرض المسرحي «سكورا» الذي قدّمه المسرح الجهوي بسوق اهراس، ومن نفس المسرح الجهوي بطا قاست توّج المبدع علي جبارة بجائزة أحسن إخراج، كما نالت كل من الممثلة شيماء أوراد على أحسن ممثلة واعدة، يقاسمها في احسن دور رجالي الممثل رياض جفايلية.
كما تحصل الممثل نجلي طارق على أحسن أداء رجالي من خلال عرضه «أرامل» للمسرح الجهوي قسنطينة وتوّجت بأحسن ممثلة واعدة ياسمين عباسي من نفس المسرح، فيما عاد أحسن ممثل واعد لمصطفى ميراتي من خلال عرض «أرلوكان خادم السيدين» للمسرح الجهوي بوهران.
فيما عادت جائزة أحسن نص للكاتب بن عمارة ماحي عن مسرحية «الصفقة» التي قدّمها المسرح الجهوي تيزي وزو، أما جائزة لجنة التحكيم فكانت من نصيب العرض «نستناو..ف..الحيط» التي قدمتها تعاونية «نوميديا» ببرج بوعريريج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024