استطاعت الكاتبة الواعدة «نور بن دادي» إخراج روايتها الأولى «ذكرى طيبة» إلى النور بعد جهد جهيد وعمل دؤوب ومتواصل، محاولة التوفيق بين إبداعها في الكتابة ودراستها، وهذا ما أكدته في حوار لها مع «الشعب».
- كفاتحة لنا عرفينا بنفسك؟
تحية لكم ولقراء جريدة «الشعب» الأوفياء، كما أقدم لكم شكري وامتناني لهذا اللقاء الذي شرفتموني به، نور بن دادي، ابنة اثنان وعشرين سنة، روائية في بداية المشوار، تسعى حاليا إلى جانب الكتابة والتأليف، للحصول على شهادة التعليم الثانوي كمترشحة حرة، وتطمح لمتابعة المشوار الأكاديمي مستقبلاً.
- كيف كانت بداياتك في مجال التأليف الروائي؟
بدايتي كانت مع محبتي للّغة العربية وتعلقي بها وبمطالعة الأجناس الأدبية منذ الصغر، بدأت الكتابة في العاشرة من عمري، وكنت أدون المذكرات اليومية وأكتب القصص القصيرة الخيالية، كما كان لي شغف بمطالعة الروايات، وبدأت أولى تجاربي في الكتابة برواية أسميتها «نسائم النور»، ثمّ تعددت مسودات الروايات التي بقيت بين طيات الأوراق، فلم أكن أفكر في نشرها وقتها.
- باكورة إنتاجك الأدبي كانت رواية ذكرى طيبة حدثينا عنها؟
لقد باشرت في كتابة «ذكرى طيبة» وأنا في الخامسة عشر من عمري وأخذت معي وقتا طويلا حتى فكرت في نشرها بعد شعوري أنها تستحق أن تجد لها مكاناً بين مثيلاتها من الُمؤَلَفَات الفتيّة.
إنها رواية تعالج صراعا داخلياً لفتاة نشأت في بيئة ما وتشبّعت بثقافتها، وفجأة تجد نفسها في بيئة مختلفة تماما، والتحدي الذي أمامها هو كيف تتوازن بين مبادئها ومبادئ غيرها دون أن تتقوقع على ذاتها وتنعزل، أو أن تنسلخ عن قيمها وتتحوّل، وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك.
- من يدعم نور في مشوارها الأدبي؟
في بدايات مشواري، كانت أستاذتي لمادة اللّغة العربية أول داعم لي للكتابة والتأليف، مع تشجيعات زميلاتي وصديقاتي اللواتي كن يطلعن على المسودات التي أكتبها بشغف، بالإضافة إلى مدرستي «مدرسة النور» التي احتضنت موهبتي، وعائلتي الكريمة، خصوصاً حين بدأت أفكر جديّا في نشرها، أمّا حاليّا فالداعم الأول لي هو زوجي الكريم، الذي آمن بموهبتي وفتح لي الآفاق لأتابع المشوار، وقد حمل عنّي عبء الإجراءات التي ترافق الطباعة والنشر والتسويق.
- بما أنكِ مقبلة على اجتياز امتحان الباكالوريا، كيف وفّقت بين الكتابة والدراسة؟
في الحقيقة الأمر لا يزال حتى الآن تحديّا، لأن إلهام الكتابة إذا جاء وجب على الكاتب ترك كل شيء والكتابة فوراً، وإلا مع الوقت قد يصاب الكاتب بما يسمى «حبسة الكاتب» وهو أمر مؤلم عانيت منه في فترة ليست بالبعيدة، لكن مع الدراسة وجب علّي التضحية أحياناً، وإنّني حالياً في سجال أحاول فيه إعطاء كل جانب حقه إضافة إلى واجباتي كربّة بيت وزوجة.
- كيف تنظرين إلى نفسك اليوم بعد أول إصدار لك؟
أرى أن أمامي عمل كبير وطويل في أن أطور من نفسي وذاتي وفكري وأسلوبي وأعمل على أن أخَّرج الأفضل للقراء، فالجودة والاحترافية التي أطمح للوصول إليها تستلزم بذل الجهد، وهذه الرواية هي الخطوة الأولى على هذا الطريق.
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
في الحقيقة، لديّ الكثير من الطموحات في مختلف جوانب الحياة، وفي الجانب الأدبي أطمح إلى تطوير أسلوبي في الكتابة والتأليف، وتوسيع أفقي المعرفي والفكري ليخدم أدبي، كما أطمح إلى تخريج مكتبة من الروايات والقصص الموجهة أساسا لليافعين، بالإضافة إلى طموح المشاركة بإنجازاتي في المحافل الوطنية والعالمية.
- هل من كلمة أخيرة؟
أجدّد الشكر لكم على المبادرة التي تصلني بالقارئ، وأشكر من هذا المنبر كل من وقف معي خلال المحطات التي مرت عليها روايتي، فكلهم ساهموا فيها بشكل أو بآخر منذ أن كانت مجرد فكرة أتبادلها مع رفيقاتي، وأخصّ بالذكر زوجي الفاضل الذي اعتمدت عليه تماما في إجراءات النشر والترويج للعمل، وقد كفا عني الكثير، والشكر موصول أيضا لكل قارئ متشوق للاطلاع عليها.