للكاتب الشاب عبـد المالك عـزاوي

«وريث أبيه» تحاكــي النّهــوض بعـد الانكسـار

إيمان كافي

يقدّم الكاتب عبد المالك عزاوي، ابن مدينة عين صالح، روايته الأولى بعنوان «وريث أبيه»، والتي تصدر باللغة الفرنسية عن دار أجنحة، وهي رواية من نوع اجتماعي تاريخي، حيث تحمل في ثناياها أبعادا اجتماعية، وإشارة إلى نمط من أنماط عيش وتنشئة طفل جزائري.
تتعمّق الرواية في جزئها الأول، في قضية اجتماعية تلامس فترات متباينة ومتسلسلة، من عصر الاستعمار إلى غاية عصر كورونا، كما تحاكي من خلال طياتها قصة نهوض بعد انكسار، قصة طفل أنار طريقه بعد أن خيّم عليها الظلام.
وتعد رواية ‘’وريث أبيه’’، قصة حزن ودمع، ويقول الكاتب عبد المالك عزاوي «كتبتها بأنامل مرتعشة، بأسلوب يصول ويجول في غور أحداث القصة بكل حرص وحكمة، وانتقاء دقيق للكلمات، هي رواية كتبتها بجفون مرتجفة وأعين صال بها الدمع حتى تكون قوية وممتعة للقارئ في آن واحد».
تتحدث الرواية عن ربيع، ذلك الطفل الذي حرم سبيل طفولته، التي تشابكت مع قسوة الفقدان ومرارة الحرمان، ومجابهة المسؤولية في عمر يانع. وتتطرّق ‘’وريث أبيه’’، هذه الرواية التي تعالج جانبا واقعيا، ونمط حياة بائسة إلى ما مر به وعايشه الكثير من أطفال الجزائر في فترة الاستعمار، طريق الفقر والحرمان، خيار العيش أو الاستسلام والانهيار، رواية أبانت نظرة مترامية الأطراف، حيث تحكي عن استلام مشعل الأب الفقيد، ثم موت الأم نتيجة خطأ طبي، فساد سياسي، مسؤولية ونظام أرعن، وهو الأمر الذي كان عقدة القصة.
رواية «وريث أبيه»، في جزئها الأول، وهي مجزّأة إلى ثلاثة أجزاء، سيصدر الجزء الثاني منها قريبا، لاستكمال وملامسة عبق السيناريو الأول، لامست شخصية كاتبها فسال انعكاس شخصه على أحداث القصة، وانصهرات مع أسالبيها وعقدها، ممّا أبان باعا من النماذج الشخصية لحياة الكاتب داخلها.
وعن أسباب اختيار الكاتب للغة الفرنسية في روايته «وريث أبيه» اعتبر أن ميله للتحدي والتميز، كان دافعا لخوض غمار التجربة قائلا «أردت أن أصنع شيئا مميّزا مغايرا وأبدع فيه، لذلك كتبت باللغة الفرنسية وكنت سبّاقا للأمر في مدينتي كشاب، ولو كنت متقنا ‘’للكورو’’ وهي لغة غير معروفة يتحدث بها المرء في القرى الصغيرة في شمال الهند لكتبت بها رواية أو ملحمة من أجل أن أصنع ما يميّزني، أعشق التحدي كشاب، رغم أنّني في خضم مشروع رواية بالعربية، بالإضافة إلى أنّني تخصّصت بالجامعة في اللغة الفرنسية، ففي مضمون الرواية، توجد لغة شخصية، وأسلوب شخصي من اجتهادي، لكي أتميز».
وذكر الكاتب الشاب أنّه اختار الرواية في أول تجربة أدبية له لأنه وجد نفسه بدأ يشق طريقه كقارئ، والقارئ يوما ما سيرمي بصنارة طموحة ليصبح كاتبا، مضيفا هنا، تبعت مقولة من أحد أساتذتي حين قال لي: ‘’اقرأ عاما، وأكتب يوما’’ ولما وضعت قلمي لم أستطع إيقافه حقا.
بالنسبة لمشاريعه المستقبلية، فهي كثيرة كما قال المتحدث ويسعى للوصول إليها، منها الاستمرار في الجزء الثاني والثالث من الرواية باللغة الفرنسية، كما أنّ لديه عملا أدبيا باللغة العربية يجمعه مع الكاتبة الشابة ‘شيماء عكوشي من ولاية تلمسان، سيعلن عنه لاحقا، وبالإضافة إلى موهبته في الكتابة الروائية يعد الكاتب عبد المالك عزاوي كما ذكر لنا صاحب موهبة صوت، ويريد أن يبحر أيضا في موهبته الصوتية وصنع شيء في هذا المجال، وهو في كنف وجفنة بحر علوم أستاذه الملحن الشاعر مبروك بالنوي، الذي يدرّبه في هذا المجال، ويطمح أن يعمل بجد ليصل خطوة بخطوة لتحقيق أهدافه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024