المجلس الإسلامي يضع المجابهة الإعلامية على المحك

تعزيز الوحدة الوطنية وقيم الانتماء في الأجيال الجديدة

نورالدين لعراجي

أكّد المشاركون في النّدوة التفاعلية حول المجابهة الإعلامية في الممارسة المهنية، أنّ هذه الأخيرة عرفت تطورات لا تزال في حاجة ماسة إلى بذل الكثير من الجهود من أجل مواكبتها والعمل على الاستفادة من نتائجها، بهدف حماية التماسك الاجتماعي وغرس قيم الانتماء في الأجيال الجديدة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية التي تعتبر الرهان الأسمى للذاكرة الحية للوطن.
أوضح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور بوعبد الله غلام الله، أن فرنسا الكولونيالية أجبرت للتوقيع على وثائق الهزيمة بعد قرن ونصف قرن من الاحتلال، مرغمة تحت عزم وإصرار الشعب الجزائري الذي أكّد عبر النخب المتلاحقة، أنه يرفض الاستعمار وبكل الطرق والوسائل التي استخدمها في نضاله الطويل.
مجريات النّدوة التفاعلية تزامنت والوطن يحتفي بعيد النصر، الحدث المفصلي في تاريخها المستقل، حيث يعرف المشهد الإعلامي مجابهة إعلامية، تحاول فيه بعض الأبواق النيل من الجزائر وتاريخها التحرري، وفي ظل الظروف التي نعيشها اليوم  حسب غلام الله «أنّها تتّسم بمحاولات النيل من هوية الشعب الجزائري، والطمع في المساس بوحدته الوطنية، والعمل على النيل من تماسكه الاجتماعي، وهي المحاولات التي تقوم بها جهات معروفة بعدائها التاريخي للشعب الجزائري، وتستخدم الوسائل والأساليب الإعلامية الحديثة لتحقيق أهدافها». وحسب ذات المتحدث فإنّها «تستهدف الأجيال الجديدة بضرب وعيها، وهو ما يتطلب القيام بواجب الاجتهاد، والسعي إلى بناء قوة مجابهة تكون قادرة على التصدي لهذه المحاولات الخطيرة».
من جهته، أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، إلى الأهمية التي يكتسيها موضوع المجابهة الإعلامية، وبالذات أنّ المجلس الإسلامي الأعلى يفتح هذا الملف مع الخبراء والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين، داعيا إلى «ضرورة المسارعة إلى التكفل بالتكوين العلمي القوي حتى يتمكّن الشباب وخريجو  الجامعات من استلهام العبر والمفاهيم الوطنية التي تمكنهم من ممارسة الإعلام وهم متشبّعين بانتمائهم للجزائر».
شرح الدكتور سليمان ولد خصال، الخلفيات التاريخية والأبعاد الإعلامية لمفهوم المجابهة الإعلامية، التي تناولها عبر تقديم نماذج من الآيات القرآنية ومواقف السيرة النبوية، معتبرا أنها «تمثل مرجعية قوية يفترض أن يكون التأسي بها والاستفادة منها في الممارسة الإعلامية، مبينا المخاطر التي تشكلها الحملات الإعلامية على المجتمع والأمة برمّتها».  
كما عرج الدكتور عبد السلام بن زاوي إلى مختلف الحقب التاريخية التي عرفت أشرس حالات الصراع بين الدول والامبراطوريات، والتي استخدمت القوة الإعلامية في مواجهاتها من أجل البقاء، مشيرا إلى أن الاستخدام المفرط للقوة الإعلامية اليوم هو حالة من حالات الصراع التاريخي الذي عرفته البشرية، متوقفا عن العديد من الحالات التي يشهدها العالم اليوم. مشيرا إلى ضرورة الانتباه إلى أن الصراع الدولي لن يكون فيه الكثير من مساحات المناورة، وأن منطقه يفرض المسارعة إلى امتلاك الأدوات الضرورية التي تضمن التخفيف من مخاطره.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024