يطمح الكاتب العربي بوزيان إلى العالمية من خلال كتاباته، إصداراته ومجهوداته المتواصلة، حيث أكد لنا من خلال هذا الحوار الذي أجريناه معه بالصالون الوطني للكتاب أن لديه تجارب ناجحة مع دور النشر.
- «الشعب»: كيف تقدّم أعمالك للقراء؟
العربي بوزيان: أولا أقدم لهم نصوصا تليق بهم وتعبّر عن والواقع الذي يعيشونه، فالقارئ تستهويه الكتابات التي يجد نفسه فيها وتلك التي تحرّك ثورة الإحساس بداخله فيتعلق بها إلى أن يدمن عليها ومن هنا تبدأ علاقة الكاتب بقرائه.
ثانيا القارئ لا يعد قارئاً فقط وإنما هو صديق وميزان حقيقي يتوجّب على الكاتب أن يقترب منه بأي طريقة كانت.
- ما هي إصداراتك؟
لديّ ثلاثة إصدارات، باكورة أعمالي الأولى كانت رواية تحت اسم «في قلبي أنثى أمازيغية» صدرت عام 2019، عن دار الماهر في طبعتيها الأولى والثانية من مائة نسخة، وفي 2020، صدرت الطبعة الرسمية في حلة جديدة عن دار دروب من خمسمائة نسخة، وهي رواية قصيرة تدور أحداثها بين العاصمة ومدينة تيزي وزو، جمعت فيها بين الحبّ في صورة صابر والفتاة الأمازيغيّة ساجدة، وبين واقع مرير يعيشه المرضى ومرافقيهم في المستشفيات، سلّطت الضّوء على ظاهرة الهجرة غير الشّرعية في مشهد جسّده صديقا صابر إيّاد وإكرام، وعبد الرّؤوف شقيق ساجدة.
وقدّمت رؤية حقيقيّة عن المجتمع الأمازيغي، وصوّرت المودة والرحمة التي لابد أن تكون بين الزوجين، كما جعلها الله سبحانه وتعالى.
ثم مجموعة قصصية تحت اسم نزيف الذاكرة. «نزيف الذاكرة» واحدة من شهود العيان التي تُحاكي واقعنا العربي والجزائري تارةً وتارة أخرى تحاول الهروب منه والولادة مجددا من رحم المتخيّل، لتشهد البشريّة عبر مخاضٍ عسير ولكنّه ينبئ بمستقبل مشرقٍ عبر «نزيف الذّاكرة» التي أينما حلّت تتركُ خلفها أثرا لظهور أزهار التّوليب التي قِيل عنها أنّها ذاكرة لنزيف حبٍ مَوؤودٍ وخالدٍ.
- ذلك أننا نجد في كلّ قصّة داخل هذه المجموعة بَوحا جماعيا لما قد يسرقُنا من ذواتِنا حين تخوننا الأيّام وتخطُّ سطورها كما تشاءُ ألما وحبا وشوقا وتارة تُعاندنا فتزرع فينا الأمل وتجعلُنا ننجو من مأساة مشتركة؛ فهي هكذا يحلو لها دوما أن تكون عكس ما نتوقّعه تلك المشاغبة التّي أرهقت كواهلنا ورغم ذلك لم نستسلم، والفضل يرجع لميثاق غليظ أخذناه على أنفسنا دمعة وإبتسامة إلى أن يفنى الأجل، ولهذا كانت هذه التحفة الأدبيّة «نزيف الذّاكرة» عبارة عن نستولوجيا رائعة تصوّر بالعدّ البطيء والمشوّق أهمّ لحظات العمر.
- وما نوع المجال الذي تكتب فيه؟
أكتب في المجال الأدبي، في مختلف الأجناس، الرواية، القصة، والمقال، ولحدّ الآن لم أكتب في أدب الرسائل والخاطرة ربما مستقبلا تكون لي أعمال في هذا المجال.
- يلاحظ إقبال الشاب على الكتاب، وأصبح كل من ينتمي إلى فئة الشعر والرواية يكتب ويطبع عديد من الكتب في وقت وجيز، ما رأيك؟
أن يعتكف الشباب القراءة فهذا شيء يدعو للفرح والسرور، بالقراءة نستطيع أن نبني جيل مثقف وواع.
- أما بخصوص الذين يطبعون كتبا في وقت وجيز فهذا يعود إلى طبيعة الكاتب، لماذا ولمن يكتب؟
إن كان يكتب لأجل أن يعالج قضية ما وأن ينفع غيره، فهذا الأمر يحتاج إلى وقت ودراسة الموضوع الذي يكتب فيه والقضية التي يعالجه النص، أما إذا كان يكتب لأجل الشهرة فهذا الأمر لا يحتاج إلى وقت ويستطيع أن يصدر عدة أعمال في وقت وجيز، خاصة أن بعض دور النشر يغلب عليها الطابع التجاري والربح السريع.
- ماذا عن آخر إصدار لك؟
آخر إصدار لي كان مجموعة قصصية تحت عنوان «الخمار الأسود»، الصادرة عن دار المثقف سنة 2020.
هي مجموعة قصصية بعضها من واقعنا الاجتماعي وبعضها الآخر مستوحاةٌ من براثِنِ التّاريخ؛ سواء تِلك البطولات التي صنعها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه في سبيل أن يحيا الوطن، إضافة إلى قِصصٍ أخرى قديمة دوّنها الزّمن واحتفظت بها الذّاكرة.
فكانت هذه الباقة تضمٌ قصصا اختلفت عناوينها انطلاقا من المواضيع التّي تناولتها؛ بين ألم الفقد وميلاد الحبّ، حبّ كسر عادات وتقاليد سُكّان القبيلة وداس على قوانينِ زعيمها الذي حرّم الحبّ على نفسه وعلى رعاياه. ومن ذلك أيضا نجد تلك المسافة الفاصلة بين الكذب والصّدق التّي صوّرتها للقارئ ونقلتها إليه في قصّتين اختلفت عناوينها وتقاربت مواضيعها.
ثمّ عدت بالقارئ فيما بعد إلى زمنٍ بعيد وماضٍ جميل، أيّام سوقِ الكوفة والمدينة المنوَّرة؛ أين جسّدت له روح تلك المرحلة الرّاقيّة بين تُجّار الكوفة ونساء المدينة المنوّرة، وعِشقهن لكل الألوان عدا الأسودِ في ذلك الزّمن الجميل، وبهذا طرحت خيوط هذه التّحفة التي جمعت بين ثناياها بين الحبّ والفراق، بين الفرح والحزن بين البكاء والضّحك، ضحكٌ بنكهة الألم، وأحيانا أخرى نبكي في لحظة فرحة مسروقة رغم عن أنف الحياة.
- كيف تقيّم دار النشر التي تعاملت معها وما طموحاتك؟
كل دور النشر التي تعاملت معها كانت لي تجربة ناجحة، سواء من حيث جودة الطباعة أو المعاملة.
وطموحاتي كثيرة أما في المجال الأدبي فأطمح إلى العالمية.