الكاتب علي حجازي:

أسطورة الملكة إزيس بمنطقة القبائل .. عمل قابل للنقد والرّد

أمينة جابالله

استقبلنا بوجهه البشوش بعدما قاطعنا حبل أفكاره وهو جالس في منصة العرض في صالون الكتاب التي ضمت أعماله المتنوعة، منهمك في تسجيل بعض النقاط، بعدما استقطبتنا صورة الموناليزا التي تصدّرت غلاف كتابه المعنون بـ»أفالكو نايزيس نتمورث» والتي تعني «أسطورة الملكة ايزيس بمنطقة القبائل .
صرّح الكاتب والباحث في الثقافات المادية واللامادية الخاصة بمنطقة الشمال الأفريقي علي حجازي، بأن مضمون الإصدار الذي حواه كتاب يتحدث عن ملكة فرعونية الذي جاء باللغة الأمازيغية، هو اقتباس وارتجال من مقتطفات لحكايات بربرية لإعادة بناء أسطورة إيزيس في منطقة قبائل.
في ذات السياق، كشف عن علاقة صورة الموناليزا في آخر عمل شارك به في الطبعة الأولى من الصالون الوطني للكتاب، حيث قال: «الكل يعلم بأن صورة المانوليزا الشهيرة التي قام برسمها ليوناردو ديفنشي تحمل تقاسيم متناقضة، لكنها جد متناسقة، بحيث من يراها حزينة فهو صادق ومن يراها تبتسم  فهو أيضا صادق، وبصراحة لم أجد اقتباسا مقنعا يحاكي عملي حول الملكة المصرية الفرعونية إزيس، إلا ما وجدته في معالم شكل الموناليزا، لماذا؟،لأنني كباحث تعاملت مع دلائل تاريخية موثوقة ووجدت بأن العلاقة التي تربط بين الشمال الأفريقي شرقا وغربا أكدتها الأجيال المتعاقبة من خلال رابطة الأصول وما يرافقها من فروع، فوجدت وفق دراسات سابقة حول موضوع مرتبط بالملكة إزيس التي تتبادر في الحكايات الشعبية الخاصة بمنطقة القبائل، أنها ليست مجرد أسطورة تحكى للأطفال، وإنما هي كشخصية وكدلالة رمزية ضاربة في جذور المنطقة، وعليه لم أتردّد في التنقيب عن ما تعنيه هذه المرأة الفرعونية لمنطقة تتحدث بلهجة ربما لايعرفها أغلبية من يسكنون الآن أرض مصر».
أضاف المتحدّث في نفس السياق قائلا: «ربما هو عمل جريء من الناحية التاريخية ولكنه لا يمت بالخيال بأية صلة.. مسؤوليتي تجاه فكرة التفتيش في ذاكرة الزمن عن كل ما له علاقة بالشمال الأفريقي الذي أراه دعوة لتلاحم الرابطة الاجتماعية التي تدخل فيها عوامل كثيرة من شأنها أن تعزّز من متانة صلة الدم والنسب التي تربط كل شعوب منطقة شمال أفريقيا مهما كانت لهجاتهم أو لون بشرتهم أو ديانتهم التي هم عليها الآن».
للكاتب علي حجازي ثلاثة كتب بالفرنسية يبحر القارئ في صفحاتها عبر الزمن.. ويستقي ما خلَّفه من آثار مادية واللامادية.. يحاول في كتاباته إيصال أهمية التعمّق في الحضارات التي انبثقت منها أصول وسلالات من شأنها أن تزيح اللبس عن بعض المغالطات التي احتوتها بعض الوثائق التاريخية التي وصلت إلى يده من بعض من رجال الثقافة.. وهو في رحلته عن الحقيقة في كل منطقة يزورها في أرض الوطن ومن خلال أي ومعلومة تصل مسامعه أو يقف عليها.. يوثق مسيرته الاستكشافية عبر قناة اليوتيوب الخاصة به..
للاشارة، لم يمنعه مشواره التوثيقي من المشاركة هذه السنة في أحسن عمل باللغة الأمازيغية والذي حاز فيه المرتبة الأولى.. فهو يعتبر وصوله إلى سدة التتويج دفعة بناءة من أجل المواصلة في مجال الكتابة والتأليف والنشر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024