يقول الروائي خالد بن طبال وهو شاب من مدينة ورقلة، «ترعرعت في كنف أسرة بدوية محافظة، أنهيت العقد مع محفظة الدراسة مبكرا وحزمت حقيبة الصحراء، معانقا سر جمالها وسكونها السرمدي ومتجلدا بسياط براثنها والتي لولاها ما تعلمت حكمة الحياة وسر الكائنات التي تدب على ظهرها الضروس».
لطالما شكلت تجربته في النشاط بالمجال السياحي مع عدة جمعيات ووكالات سياحية في عدة مناطق بجنوبنا الساحر وكذلك الألم الذي ألمّ بالكاتب بعد إصابته بانزلاق غضروفي، نقطة تحول في مساره وتوجهه نحو الكتابة وعشق المطالعة التي أعطته رصيدا لغويا وبعد عدة مراحل في هذه الحياة اكتسب خبرة الصحراء وخبرة الكتابة، فامتزج هذا الخليط الساحر في روايته «مدامع تلعقها الجن».
هذا المزيج الذي أبصرت به روايات للكاتب، جلها واقعية تحكي عن الصحراء وأسرارها بأسلوب بدوي بحت، فحظيت رواية «مدامع تلعقها الجن» بأن ترى النور أولا كمولود أدبي أول يصدر للكاتب -كما ذكر- عن دار خيال.
وتدور حسب الروائي خالد بن طبال، أحداث هذه الرواية حول جرح مغمور في أعماق صحراء ورقلة (مقابر جماعية وفردية تعود لأسرتين من مدينة المنيعة تشمل 14 فردا نساء شيوخ أطفال وكهول....)، بعدما كانوا في رحلة علاجية والتي اصطدمت بجدران الخيبة والهلاك وقد قطع العطش أعناقهم وأحلامهم.
وعن سبب ارتباط القصة بالجن في الرواية، يوضح الكاتب أن هذه الأخيرة، قد كانت حسب مجريات الواقعة سبب الكارثة، بعدما تأبطت لهم شرا عندما دخل السائق في مثلث الخطر بين المنيعة وعين صالح وورقلة، فدارت بينهم حرب زبون وبعدما تفاقمت آلامهم وصرخاتهم هنا أشفقت الجن وكأنها ندمت عن فعلتها وراحت تلعق مدامعهم.
ويضيف هنا، بأن هندسة هذه الرواية تمت بموضوعين، الأول فلكي، يتعلق بعلم النجوم والثاني، يحكي كيف كانت نشأة هذا الحمام البركاني الطبيعي وهو المقصد المنشود لهذه الرحلة في تفاصيل يرويها الكاتب في ثمانية فصول.
الرواية يتأرجح فيها السرد بين المتعة والألم وفي أسطرها نزوات شغف للقراء تتعلق بأساليب البلاغة والكلمات التراثية، التي قد رُتبت وسُطرت معالمها في المناخ الصحراوي بأسلوب يستهوي السياح في المغامرة الصحراوية.
ولقد تم مؤخرا المضي في تجربة جديدة لإخراج فيلم قصير تجريبي حول هذه الرواية والتي أعطت إقبالا كبيرا وحافزا للكاتب في منصات التواصل الاجتماعي، فقرر الانتقال بتجربته إلى إنتاج فيلم قصير والمشاركة به في مسابقات وطنية ودولية ولكن الدعم المادي لم يسمح له بالتقدم نحو تحقيق هذا الهدف.
وفي هذا السياق، يطلب الروائي خالد بن طبال عبر جريدة «الشعب»، لفت عناية وانتباه كل الجمعيات والمدراء وأهل الاختصاص حول هذا الفيلم حتى يحظى بفرصته في تمثيل الجزائر والقارة الإفريقية مقدما في الأخير كل الشكر لجريدة الشعب على الاستضافة العطرة والتي بنوافذها -كما قال- بإذن الله «نطل على العالم».