مؤكدة أهمية إبداع المرأة.. نصيرة محمدي:

الكتابة النسائية تجاوزت الدوران حول ذاتها المجروحة

أسامة.إ

أكدت الشاعرة الجزائرية نصيرة محمدي على ضرورة أن يعتمد البحث في إبداع المرأة على النظر إلى الخلفيات الثقافية، التي تكشف عن هوية هذا الإبداع وحضوره في المجتمعات العربية، في ظل احتكار الثقافة البطريركية فضاء الكتابة واللغة. واعتبرت محمدي، في حديثها للصحافة المصرية، أن الكتابة مغامرة المرأة القصوى لتجاوز التنميط التاريخي.
بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، استضافت «الدستور» المصرية الشاعرة الجزائرية نصيرة محمدي، وسألتها عن رؤيتها دور المرأة في المشهد الثقافي والإبداعي العربي، ومدى تحققها في ظل المجتمعات العربية.
واعتبرت نصيرة محمدي (وليس المحمدي كما نشر المصدر المذكور) أن البحث في إبداع المرأة «يتطلّب النظر إلى الخلفيات الثقافية التي تكشف عن هوية هذا الإبداع وحضوره في المجتمعات العربية»، مضيفة بأن الثقافة البطريركية (الأبوية) احتكرت فضاء الكتابة واللغة، واستبعدت على مدى عصور حضور «الأنثى» الكاتبة في عالم «مبني على رؤية استعلائية وإقصائية يقوم بكسر كل محاولة للخروج من الاستبداد والاستعباد، والتحرّر من الخطابات الظلامية التي عطلت مسار تطوّر هذا الكائن وفاعليته في الوجود».
وفي نظر نصيرة محمدي، فإنه «مع تنامي الوعي وتطوّر وضع المرأة اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا بعد تاريخ من المكابدات والصراعات؛ شهد إبداع المرأة مكانة خاصة، من ناحية صياغة وجوده إزاء وجود ذكوري مهيمن لا يرى المرأة سوى مجرد تابع وأداة للمتعة والإنجاب، رافضًا أي حضور مختلف للأنثى كرؤية وجوهر وقيمة وهوية مغايرة حاملة لأسئلة تزعزع المخيال الذكوري، وسلطته الجائرة، وتمثل فردانية تنضج داخل تجارب تعبر عن ذاتها، وتنكر العلاقات الدونية والمرضية التي تكرست عبر التاريخ».
وفي هذا السياق، كانت الكتابة، تقول محمدي، «مغامرة المرأة القصوى لتجاوز التنميط التاريخي المبني على الثنائيات الضدية، وتخطي حالة الإستلاب والاختلالات التي قسمت وظائف وأدوار المرأة والرجل، وحدّدت مكانتهما في السياق الثقافي العام». كما كانت حركة الحداثة والتنوير «مختبرًا حاسمًا لبلورة مشروع يعزّز حضور المرأة ومكانتها، وانتزاع حقوقها في التعليم والعمل وإدارة الشأن العام بعيدًا عن الموروثات القديمة، والمفاهيم المتخلفة التي لا تحترم عقل المرأة وكيانها ولا تقبل بالفكر المختلف».
من جهة أخرى، لا يمكن اختزال صوت المرأة وفرض النمطية المرسومة سلفًا لمصير المرأة وخياراتها؛ تؤكد الشاعرة الجزائرية، فالمرأة حسبها «قد اجترحت دروبًا أخرى متعدّدة تفترض نسف التراتبية المجحفة، والسلط التقليدية المدمرة لطاقات المرأة الإبداعية، وتقويض فكرها الحر، لقد برهنت الكتابة النسائية في أفق تناولها لقضايا عامة أنها تتعدّى مسألة الدوران حول ذاتها المجروحة إلى أفق أرحب يتقاطع فيه الذاتي والجماعي، الانساني والجمالي، غير أن هذه التجارب ستتعرض إلى الحجب والانتقاص، وعدم الاعتراف في الكثير من الأحيان».
وتتوقّع نصيرة محمدي أن هذه الكينونة ستواجه في كل مرة عقبات في مجتمعات «معقدة تمارس التزييف والنفاق، خاصة أمام ازدواجية الرجل وهشاشة أفكاره وقناعاته ليطرح سؤال الثقافة دائمًا بحثًا في البنية الذهنية والثقافية التي تكشف وعيًا زائفًا يسقط كل خطابات الحداثة والتحرّر، ويعيد إنتاج نفس السلوك والممارسات إزاء العلاقة بالمرأة، وإزاء ما تنجزه كتابة وإبداعًا، ليظل جسد الكتابة صيرورة مضنية في كشفها لما غيّب وهمش وحجب وأهمل من مجهول المرأة وداخلها الغني بلغة تحتفي بجوهرها، وتتصل بقيمتها الإبداعية من خلال تمثل للخصوصية الأنثوية، وخبرات المرأة ووعيها بجسدها وبالعالم، وحالات الاشتباك التي لا تنتهي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024