هيلين ميرين في رسالة اليوم العالمي للمسرح:

الفنّانون تسلّحوا بالشّجاعة والإبداع لمواجهة الجائحة

أسامة إفراح

احتفالا باليوم العالمي للمسرح، اختيرت الفنانة العالمية هيلين ميرين، لتكون كاتبة رسالة اليوم العالمي للمسرح للسنة الجارية 2021. وفي رسالتها، أشارت ميرين إلى الظروف الصعبة التي عرفتها فنون الأداء بسبب الجائحة. وقالت إنّه «في ظل هذه الظروف الجديدة، حوّل الفنانون خيالهم إلى طرق إبداعية وترفيهية ومؤثرة ليتمكنوا من التواصل مع العالم».

يحتفل العالم في السابع والعشرين مارس من كل سنة باليوم العالمي للمسرح، وبهذه المناسبة تنشر الهيئة الدولية للمسرح رسالة يكتبها فنان عالمي. وقد اختيرت الفنانة البريطانية «هيلين ميرين Helen Mirren» (واسمها الحقيقي هيلين ليديا ميرونوف)، لتكون كاتبة رسالة اليوم العالمي للمسرح للسنة الجارية 2021. وإذا كان اسم هيلين ميرين قد ارتبط بالمسرح، خصوصا بـ «روايال شكسبير كومباني» المرموقة، إلا أن نجمها سطع في السينما، خاصة بحصولها على جائزة الأوسكار سنة 2006 كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الملكة»، وعلى جائزة الإيمي أربع مرات كأفضل ممثلة.
قالت ميرين في رسالتها: «كان هذا وقتاً صعباً للغاية بالنسبة للفنون الأدائية الحية، كافح فيه العديد من الفنانين والفنيين والحرفيين والنساء في مهنة هي في الأصل محفوفة بانعدام الأمن».
وأضافت أنه «لربما كان انعدام الأمن الذي ارتبط دائماً بهذه المهنة هو ما مكن هؤلاء الفنانين من النجاة في ظل هذه الجائحة..متسلحين بالكثير من الذكاء والشجاعة. ففي ظل هذه الظروف الجديدة، حوّل الفنانون خيالهم إلى طرق إبداعية وترفيهية ومؤثرة ليتمكنوا من التواصل مع العالم، ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير بالطبع إلى شبكة الإنترنت».
وذكّرت ميرين بأنه «ومنذ بدء الخلق ونحن البشر نستخدم السرد القصصي كشكل من أشكال التواصل بيننا، ولذلك فإن ثقافة المسرح الجميلة ستبقى طالما بقينا نحن هنا. ولن تختنق أبداً الرغبة الإبداعية للكتاب والمصممين والراقصين والمغنين والممثلين والموسيقيين والمخرجين، وفي المستقبل القريب ستزهر تلك الرغبة مرة أخرى تدفعها طاقة جديدة وفهم جديد للعالم الذي نتشاركه جميعاً. وكم أتحرق شوقاً لذلك!»، تقول ميرين في ختام رسالتها.
وإذا كان الموقع الرسمي للهيئة الدولية للمسرح (أو المعهد الدولي للمسرح) لم ينشر بعد هذه الرسالة، فقد وجدنا نسختها الأصلية (باللغة الإنكَليزية) قد نُشرت على مواقع ذات صلة، لمؤسسات تابعة للهيئة، على غرار موقع مركز الهيئة بالسويد.
وكان كاتب رسالة السنة الماضية هو المسرحي الباكستاني شاهد نديم، تحت عنوان «حين يصبح المسرح ضريحا»، وكانت الرسالة أطول أربع مرات على الأقل من رسالة ميلين. أما رسالة 2019 فكتبها كارلوس سيلدران من كوبا، فيما جاءت رسالة 2018 جماعية اشترك في كتابتها رام غوبال باجاج (الهند) ومايا زبيب (لبنان) وسايمون ماكبورني (المملكة المتحدة) وسابينا بيرمان (المكسيك) إلى جانب ويري ويري ليكينغ غنيبو (كوت ديفوار).
كما كتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس رسالة 1996، وكتبت رسالة 2004 الكاتبة المصرية الراحلة فتحية العسال، افتتحتها بعبارة «المسرح هو أب كل الفنون».
وتمّ إنشاء يوم المسرح العالمي من قِبل الهيئة الدولية للمسرح، وتم الاحتفال به لأول مرة في 27 مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم «مسرح الأمم» في باريس، منذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي. ومن أهداف اليوم العالمي للمسرح، كما هو الحال مع اليوم العالمي لفنون الرقص، نجد: الترويج لهذا الفن عبر العالم، ونشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني، وتمکین مجتمعات الرقص والمسرح من الترويج لأعمالهم علی نطاق واسع حتی یدرك صناع القرار قیمة هذه النماذج الفنية ودعمها، وبالمختصر المفيد يهدف هذا اليوم إلى «التمتع بالفن بحد ذاته».
أما الهيئة الدولية للمسرح فقد أنشئت بمبادرة من أول مدير عام لمنظمة اليونسكو سير جوليان هكسلي والكاتب المسرحي والروائي جي بي بريسلي في عام 1948، أي في ظروف سياسية خاصة، سنوات قليلة بعد الحرب العالمية الثانية، ومع بداية الحرب الباردة عندما كان الستار الحديدي حاجزاً بين الشرق والغرب. وكان الهدف الذي سعى مؤسسو الهيئة إلى تحقيقه هو بناء منظمة تتماشى مع أهداف اليونسكو في مجالات الثقافة والتعليم والفنون وتركز جهودها على تحسين وضع جميع أعضاء مهنة الفنون الأدائية. وتطورت الهيئة الدولية للمسرح الآن لتصبح أكبر منظمة في العالم تعنى بالفنون الأدائية، ولديها أكثر من 90 مركزاً منتشراً عبر القارات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024