أثار الكاتب حسين عبروس مسألة الفرانكفونية في الجزائر ومن شريحة الكتاب والأدباء العرب، عن طريق استهانة المثقّف العربي بلغته الأم واحتقاره لها، متسائلا إن كان الامر من وراء هذا التجاهل واللامبالاة هو البحث عن الشهرة المفقودة في المشهد العربي اللسان والانتماء؟ أم هو البحث عن الجاه، المناصب والجوائز؟ ام هو اللجوء الى الضفة الاخرى حيث يتحقق الاثنين معا.
قال الكاتب الجزائري حسين عبروس في منشور له «إن الكثير من الكتاب والأدباء العرب والمثقفين ورجال الدين، الذين اختاروا فرنسا موطنا ومستقرا لهم يحاولون التنكّر للوطن الأصل. ويهيبون بجلال الفرانكفونية المحمولة في أفكارهم، داخل أوطانهم وخارج حدودها».
أكد صاحب المجموعة الشعرية «ألف نافذة وجدار»، أن بعض الكتاب يدركون حقيقة هذه المنظمة الاستعمارية التي تعيد فرض وجودها عبر اللغة الفرنسية تحت أهداف سياسية وثقافية وفكرية واقتصادية»، متسائلا في ذات الصدد «لست أدري لماذا يستهين المثقف العربي بلغته، ويهرول في كل الاتجاهات بحثا عن الشهرة في المنظمة الدولية للفرانكفونية؟ هو سؤال ما يزال يشوّش الأذهان والأجيال: هل هو بحث عن الشهرة أم بحث عن المال، أم كلاهما معا؟».
في السياق ذاته وبنظرة واقعية، قال الشاعر حسين عبروس: «تمنيت لو حاول هؤلاء خدمة لغة أوطانهم وأن يترجموا لغيرهم، من العربية الى اللغة التي يتقنونها أو يقيموا للعربية بهرجة ومهرجانا عالميا مثلما يعمل المشرفون على منظمة الفرنكفونية في العالم»، معتبرا موقفه من كتاب الفرنكوفينية على أنه غير نابع من نظرة شوفينية كما يعتقد البعض بل هو موقف واقعي بقوله: «أنا متفتّح على كل لغات العالم وثقافات الشعوب، ولست معاديا للغة أو ثقافة ما لم تسيء الى مقدسات هذه الأمة والوطن».
كما جدّد عبروس دعوته إلى المثقفين الجزائريين ومن خلالهم الكتاب العرب، ممّن يتقنون العديد من اللغات ان لا يتنكروا للمنبع والأصل، مقدما مثالا حيا على ذلك في شخص الروائي الأصيل مرزاق بقطاش، الذي ظلّ وفيّا للوطن وللأصل حتى وهو يكتب بالفرنسية، وحين يجيد فنونها يبدع في لغته العربية، والأمر نفسه بالنسبة للمبدع المترجم الدكتور سعيد بوطاجين حينما يرثي حال الوطن وسكانه وأحجاره وأطلاله بعربية ندية شفافة بديعة.