قال أستاذ الأدب العربي بجامعة باتنة البروفيسور، طارق ثابت، في ندوة افتراضية ناقشت كتاب عضو اللجنة التحكيمية بمجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية الناقد العراقي محمود خليف خضير الحياني، إن هذا الأخير أكد عن وجود نظرية لا يمكن فهمها إلا بموضوعاتها في الإطار العام للرؤية القديمة للحياة، التي جعلت من المتخيل جزءا من منظومة معرفية وفلسفية ومنطقية، كما هي ماثلة في الخطاب الفلسفي اليوناني والعربي.
أكّد البروفيسور طارق ثابت في مداخلته تحت عنوان «النقد المعرفي للنص الأدبي مقاربة في النظرية الأدبية والأصول والمفاهيم»، أن الكتاب مهمّ لأنه يربط العلاقة بين الفن والجمال والمعرفة بكل أطرها وتفصيلاتها.
أضاف ذات المتحدث في مداخلته، أن الرؤية الفلسفية للنص لا يمكنها التأثير في جماليته ما لم تتحدد الاسئلة المتعلقة بالنص ابتداء من الشكل الى المضمون، خاصة وأن العملية المعرفية على مستوى الجمال قد لا تكون دائمة وتتأثر وجوبا بقدرة الكاتب على تنوير المتلقي وقدرته على الولوج الى الاسئلة المحورية التي تترك خلفها الاجوبة مفتوحة على مصراعيها وتارة الى التأويل خارج النص.
تطرقت الندوة التي أطّرتها الدكتورة غزلان هاشمي إلى مواضيع لا تزال تشغل قسم الدراسات الأدبية والفكرية في مركز جيل البحث العلمي إلى أهمية العلاقة بين الفن والمعرفة على مفهوم التجاوز، حيث يتهرب مفهوم الأدب من مفهوميته التي تضيق من اعتباراته الجمالية ،ليتأسس النقد المعرفي على عملية التصفير المعرفي ومنه تعليق المعارف والمناهج، من أجل عقل منجزات الحداثة، وهذا بالعودة إلى القبليات أو ما يمثل طفولة العقل الفلسفي، حيث تنبثق الرؤية التي تعتبر الحق والجمال والخير كينونة واحدة.
من جهتها تطرّقت كل من الباحثة المصرية نجلاء نصير من جامعة الإسكندرية في مداخلتها تحت عنوان «بين الفن والمعرفة قراءة في ذات الكتاب النقدي المعرفي وتطرق الأستاذ علاوة كوسة إلى مسالة النقد المعرفي اصطلاحا وممارسة.
للتذكير، عرفت الندوة تجاوبا من طرف المتدخلين سيما في شقها الاصطلاحي والأدبي ناهيك عن التوافق الذي أظهرته تجليات الكتاب والأطروحات التي بني على أسسها العملية المعرفية.