تبتسم لقلم الرصاص وهو يتراقص بين أصابعها على الورقة البيضاء، يجسّد من خط إلى آخر فكرة رسمتها التي تأخذ شكلها النّهائي في باقة ورد متشعّبة السيقان، حملتها الفنانة التشكيلية مريم دويب الكثير من أحاسيسها الرقيقة والمرهفة.
التقتها «الشعب» بقصر رياس البحر وهي تشرف على ورشة للرسم و للمنمنمات خلال فعاليات التظاهرة الثقافية والعلمية «القصبة معالم وحرف»، التي تستمر إلى غاية 25 فيفري الجاري في إطار احتفالية يوم القصبة.
تقدّم مريم دويب يوميا نصائح وإرشادات وتشجيعات لكل من تثير رسوماتها فضوله ويقترب من طاولتها. فلا تبخل على جمهورها خاصة الأطفال بالورق وإعارة أقلام الرصاص والنصائح لإطلاق العنان لمواهبهم وإبرازها. بدأت حكاية مريم دويب مع الفن التشكيلي وهي طفلة ذات الستة أعوام. كانت ترسم حين يطلب منها أن تكتب ولا تبالي بالعقاب أو العتاب لتعيد الكرة مرات ومرات. وتقدم بها العمر وهي متمسكة أكثر بموهبتها التي استطاعت تطويرها بعد التحاقها بالمدرسة العليا للفنون الجميلة. كانت البدايات بالرسم بقلم الرصاص على الورق المقوى، وكانت أولى الرسومات لوحات عن الطبيعة، تلتها مغامرات جميلة أخرى مع الرسم على الخشب وعلى القماش ثم عرجت لعالم المنمنمات إلى أن وصلت الى الخزف الفني فاتحة بذلك لموهبتها آفاقا متعددة.
عصفت بها رياح القدر فكتبت لها تأسيس أسرة والاهتمام مطولا بها على حساب موهبتها التي بقيت تنتظر لسنين طويلة أن يطلق لها العنان لتبرز للعلن.
وجاء الفرج بعد أن كبر الأولاد لتعود مريم ديوب من جديد إلى قلم الرصاص وإلى الريشة والألوان، باحثة عن فرص للتعبير عن ذاتها. تأثّرت مريم ديوب كثيرا بالفنانة التشكيلية العالمية باية وبالعملاق محمد إسياخم. ومع الوقت أصبحت تميل أكثر إلى فن الخزف والرسم على التحف المصنوعة من «السيراميك». مجال طورت فيه قدراتها من خلال العمل في العديد من الورشات والاحتكاك بالفنانين المخضرمين.
تغازل مريم اليوم حلمها الكبير في أن تفتح ورشتها الخاصة وتقيم معارض، وتقدم ابتسامتها بقلم الرصاص. هذا الرفيق الذي تقول عنه «إنه هو من اكتشفني يوما ووضعني على درب الفنون التشكيلية».
ويبقى حلمها الجميل هذا ينتظر حسب تصريحاتها، و»أن تتاح أمامها الفرصة والكثير من الإمكانيات».