الفنان سيد علي جرادي يصرّح:

حوّلت منزلي إلى ورشة لصناعة التحف الفنية

باتنة: حمزة لموشي

تستمر انجازات الفنان المبدع من بلدية امدوكال النائية بولاية باتنة، سيد علي جرادي، في مجال الفن فبعد تألقه اللافت في فن «الستوبموشن هاو» هذه المرة يبدع في فن «الديوراما»  الشيق والصعب، وتستمر مع ابداعاته أيضا معاناته مع غياب الدعم والاهتمام من طرف المصالح المسؤولة عن الشأن الثقافي.

يفتقد الفنان الشاب سيد علي جرادي، خريج المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بباتنة، لورشة عمل يجسد فيها إبداعاته التي تجاوز صداها حدود الوطن، حيث أكد لـ»الشعب»، أنه بحاجة ماسة لدعم يتثمل في منحه ورشة صغيرة يصنع فيها تحفه الفنية، الأمر الذي دفعه لتحويل إحدى غرف منزله لفضاء يجسّد فيه ابداعاته.
وأوضح المتحدث أن مواقع التواصل الإجتماعي، أصبحت متنفسه الوحيد لعرض إنجازاته التي لاقت استحسانا كبيرا من طرف متابعيه ففن ديوراما هو وسيلته لبناء مشهد مشوّق في مساحة ضئيلة، يحكي خلالها جرادي حقبا زمنية تاريخية أو يجسد منظرًا طبيعيًا أو موقفًا خياليًا، يرسمه بإبداع كبير ودقة متناهية مميزة.
وأشار جرادي إلى أن فن الديوراما هو فن تجسيد وتصغير فضاء ما ليكون مسرحا يسهل على الناظر معرفة المكان في مشاهد ومجسمات فنية، يظن من يشاهدها لأول مرة أنها حقيقية يحرص خلالها الفنان على استعادة الذاكرة التاريخية للأحياء القديمة، وتجسيد الأبنية المعمارية، ومنحها بعداً واقعياً، في تفاصيل مصغرة بنمنمات دقيقة تعكس جوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية لساكنيها في تلك الفترة، لتتحول إلى تحف فنية.

تسويق الأعمال الفنّية عائق

وتستخدم المتاحف الديوراما لإبراز الوقائع التاريخية، والطرق الصناعية، والحيوانات، والنباتات في بيئاتها الطبيعية، حيث يحب جرادي تجسيد الأبنية والمدن التي رسمتها الروايات في مخيلته، خاصة تلك التي لم يتمكن من السفر لرؤيتها حيث تنقلها مخيلته وتحولها إلى واقع ملموس يستطيع الجميع رؤيته والعيش بداخله في هدوء وسكينة وسلام.
ويقول جرادي إن هذا الفن يستعيد جمالية البيوت التقليدية وما فيها من ترابط اجتماعي وثقافي، مؤكداً أن غياب التسويق لهذه الأعمال الفنية من أبرز الصعوبات التي يواجهها، زاد معها غياب الدعم لتأسيس ورشة وتكوين الشباب الذين يمتلكون موهبة الإبداع في الفن.
وشدد المتحدث على أن العمل في هذه المجسمات يحتاج إلى الكثير من الدقة والتركيز والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة والحب لتجسيد هذه المعالم وتوثيقها عبر الديوراما، لافتًا إلى أن ذلك الاهتمام جعله يولي عناية بالغة بمشاهدة تفاصيل الأبنية التي يراها، ودراسة تأثير الزمان على المكان والمواد، لخلق أسلوب خاص به في هذا الفن المحاكي للواقع.
وبخصوص الامكانيات التي يستخدمها في هذا الفن فأوضح جرادي أنه لتوضيح الصورة لا بد من صناعتها بالكرتون أو ورق مدعم يستغرق فيه مدة طويلة لنقل التفاصيل الصغيرة بصدق ثم طلائها لتقريب الحقيقة حيث يستغرق 3 أيام إلى أسبوع لإنجاز قطعة من المجسمات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024