في كتاب « قصّتي مع الكتابة والصحافة.. حكاياتي مع السياسة»

محمد بوعزارة يروي مسيرة ثقافية جريئة برصيد إعلامي متميّز

أمينة جابالله

احتضنت، أول أمس، المكتبة الوطنية بالحامة ثالث منتدى للحوار الثقافي للسنة الجارية2021، في ندوة ثقافية حول قراءة تحليلية تناولها كلا من الأستاذ عبد العزيز أمقران والإعلامي كمال علوي، في الكتاب السابع عشر للكاتب والإعلامي والسياسي محمد بوعزارة الذي يحمل عنوان: «قصتي مع الكتابة والصحافة..حكاياتي مع السياسة»، حضرتها شخصيات سياسية سابقة ومجاهدين وأساتذة في الإعلام وعائلة صاحب الندوة، التي كانت من تنشيط الصحفي و الكاتب مصطفى بونيف.
استهل الكاتب محمد بوعزارة الندوة بوقفات مضيئة عبر الزمن، شملت أعمال خالدة لعدة شخصيات أدبية عربية وغربية وعالمية، استقى منها نبض قلمه أسمى العبر وأبرز أبجديات الكتابة والغوص في بحر الابداع الأدبي، التي استلهم منها إرثا ثقيلا، خوله إثرها الدخول إلى معترك التدوين والتأليف، بعد أن نالت سطوره في الأعمدة عبر صفحات الجرائد الصيت الحسن، وكذا البرامج الاذاعية التي صقلته وجعلته يدرك السياسة ويمارسها عن أخلاق ووطنية، وليثري الثقافة الجزائرية بسبعة عشر إصدارا، آخره ما حواه كتاب «قصتي مع الكتابة والصحافة .. حكاياتي مع السياسة»، في حين كان عنوان أوّل كتاب له: «مسيرة حياة ..من الخيمة إلى البرلمان».
أشار الكاتب محمد بوعزارة أن قصته مع الكتابة كانت من 1965 وهو ابن السادسة عشر آنذاك، فجّرها له المؤرخ الجزائري الأستاذ الشيخ محمد الصالح الصديق صاحب الخمس والتسعين عاما والمئة والخمسين كتابا، حيث قال في هذا الصدد: عندما كنا تلاميذ في ثانوية عبان رمضان قبل أن نلتحق بثانوية ابن خلدون وطلب منا الأستاذ محمد الصالح الصديق أن نكتب موضوعا إنشائيا في أي مجال من اختيارنا، وقع اختياري على موضوع سياسي يتعلق بحركة عدم الانحياز، فلم أكن وقتها أفقه شيئا في السياسة،وعندما سلمت النص إلى الأستاذ طلب مني أن أصعد إلى السبورة وأنا في حالة خوف شديد من وراء ما سيصل إلى مسامعي، عقب تصفحه لما في سطوري، وما هي إلا لحظات حتى سمعته يقول لي العبارة التي ما زالت عالقة في ذهني  لغاية اللحظة «يا ولدي سيصبح لك شأن في الكتابة»، ليضيف بعدها عن الانطلاقة الحقيقية في عالم التأليف التي جعلته يدّق ناقوس التحدي بكل جرأة وثبات، حيث قال في ذات الصدد: عندما كنت ضيفا في برنامج الاتجاه المعاكس سنة 2012، تم سؤالي في « البلاطو» : هل لديك مؤلفات؟ أي إصدارات؟ فقلت لا ولكن لدي رصيد لا بأس به من المقالات والأعمدة في عدة مجالات، ليلتفت مقدّم البرنامج إلى الشخصية التي كانت تمثل الضيف الموازي ويطرح عليه نفس السؤال الذي أجاب عنه، وهو ينظر إلي: نعم لدي مؤلف،فما كانت إجابته، إلا بمثابة استفزاز إيجابي بالنسبة لي، وقرّرت لحظتها أن أخوض غمار التأليف، ووظفت عبق كل لحظة ربطتني بأسماء ومواقف وأعمال في إصدارات تبقى للذاكرة الوطنية.  
تابع المتحدث سرد محطاته في عالم الكتابة و توسع مجالات أفكاره في مختلف الأعمال التي انطوت على شكل تحاليل وإسقاطات بكل أنماط فنون الكتابة الصحفية، وكذا عن المواقف التي جمعته مع زمرة كبيرة عُرفت بأقلامها المتميزة،مستذكرا في سياق مداخلته باختصار، عرض شريط ذكريات لعدة أسماء فقدتها الساحة الوطنية الإعلامية والثقافية والسياسية، غيّبهم الموت بسبب أمراض مزمنة، ناهيك عن من كانوا ضحايا جائحة كورونا، والتي كانت لاسيما الشخصيات التي مازالت أنفاسها بيننا مصدر إلهام مصمم الغلاف الفنان التشكيلي طاهر ومان، الذي استحضر ملامح صناع الثقافة و السياسة والإعلام الوطني.
تناول من جهته الأستاذ عبد العزيز أمقران القراءة التحليلية للإصدار الجديد لمحمد بوعزارة من حيث المحاور التي نسجها في نسق يستحق الوقوف إلى كل حيثية منها، وعبّر في سياق قراءته أن كل من طلب منه إبداء رأيه في الكتاب إلا ووصفه بالمتميز.
في ذات السياق، أبرز الاستاذ عبد العزيز أمقران في كل فصل من الكتاب مدى تناسق الحدث بتوظيف الاستشهادات التي إلا وتركت عليها الأسماء الثقافية والسياسية الوطنية المذكورة بين سطوره، بصمة من نور ستبقى مرصّعة في جبين التاريخ.
في ذات الصدد، ساهم الإعلامي الشاب كمال علوي، بمداخلة مقتضبة في القراءة التحليلية لكتاب محمد بوعزارة، الصادر عن دار بغدادي للنشر والتوزيع ومن تقديم الدكتور بومدين بوزيد، واصفا إياه بأنه مصدر من مصادر البحوث العلمية، لما يحتويه من مادة علمية، وثقافية وتاريخية ناهيك عن النكهة الوطنية التي تجلت في الحوارات المستطردة والمقولات الخالدة لكل  شخصية لم يمر اسمها عبثا في هذا الكتاب القيم.
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم على هامش الندوة تقديم مداخلات قيّمة لعدة شخصيات على غرار العقيد الأسبق معمري عمار، والأستاذ عمار بوحوش، وعبد المالك ڤرين، رابح حداد، محمد بنور، وقاسي عيسى، مع حضور متميّز للأستاذ الزبيري محمد العربي، والفنان التشكيلي طاهر ومان إلى جانب كلمة مؤثرة ألقتها سهام، ابنة الأستاذ محمد بوعزارة، كما تم أيضا بيع كتاب « قصّتي مع الكتابة والصحافة .. حكايتي مع السياسة» بالإهداء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024