من خلال كتابه «فعل القراءة وما بعد الحداثة»

وليد خالدي يعيد الأضواء إلى كتابات حسين فيلالي

فاطمة الوحش

صدر عن «دار خيال للنشر والترجمة» الكتاب الموسوم «فعل القراءة وما بعد الحداثة..مقاربة نقدية في رواية «اليربوع» للكاتب حسين فيلالي (جمالية التلقي نموذجا)»، للدكتور وليد خالدي.
حسين فيلالي من مواليد 17 ديسمبر 1954 بمدينة بشار، هو كاتب وصحفي وأستاذ جامعي بكلية الآداب بجامعة بشار وعضو إتحاد الكتاب الجزائريين، من أهم مؤلفاته «السكاكين الصدئة»: مجموعة قصصية مطبوعة. «السمة والنص الشعري»: وهو كتاب في الدراسات النقدية فاز بالجائزة الوطنية الثانية للنقد (2007). «أدب الطفل واقعه وإشكالاته» كتاب بالاشتراك بين حسين فيلالي وآخرين (2009)، وتعتبر رواية «اليربوع» أول عمل روائي له، والتي دخل من خلالها فضاء السرد الروائي.
قال الدكتور الناقد وليد خالدي في تصريح لـ «الشعب» حول هذا الإصدار: «في إطار التحديات المعرفية والفكرية والمفاهيمية، فإن الحاجة الملحة هاهنا الانهمام والانكباب في إيجاد حلول واقعية للمشكلات التي تعترض سبيل الدارسين والباحثين والقراء على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم، بهذا الإجراء يتم النهوض بكل أسباب الارتقاء بالثقافة والعلم والمعرفة التي تتماشى مع الظواهر الحياتية المعاصرة، وانطلاقا من إيماننا الجازم بالتغيير والتجديد من أجل إحداث الطفرة النوعية المطلوبة والمنشودة».
وأضاف: «إن هذا العمل المتواضع الموسوم بفعل القراءة وما بعد الحداثة..مقاربة نقدية في رواية «اليربوع» للكاتب حسين فيلالي (جمالية التلقي أنموذجا )، جاء ليطرق بابا من أبواب البحث الأكاديمي المشفوع بتلك الإرادة التي تحاول قدر المستطاع رصد ملامح الممارسة الإبداعية الباحثة عن مسالك التجريب ضمن خارطة النقد الأدبي المعاصر، وقد اقتضى ذلك الأخذ بعين الاعتبار أن لكل تجربة لغتها التي تضعها في إطارها ومكانها المناسب، بحيث تتلاءم وتتساطح مع معطيات المرحلة الراهنة؛ إذ تعبر في فحواها المعرفية داخل بوتقة المشهد الثقافي عن مدركات حداثية من حيث البنية والدلالة ضمن أساسيات المشروع العلمي، ومن أجل انشاء حوارية بناءة وخصبة والتي تصب في صلب جوهر الفعل الإنساني.
وأضاف، نلفت النظر في هذا الصدد إلى موضوعة الحداثة وما بعد الحداثة في صورتهما الديالكتيكية، عبر طواف فكري ومعرفي يجنبنا الوقوع في فخ المعاودة والمحاكاة من خلال شحن الموضوع بدلالات جديدة شكلاً ومضمونًا، تجعلنا في الوقت ذاته نقف أمام خيارات نقدية براغماتية تستدعي كل الأطراف الفاعلة أثناء عملية المساءلة والتحليل والدراسة، إذ نتلمس خطوطها العريضة داخل العمل عبر رؤى متفاوتة ومتباينة في طريقة المعالجة والطرح يضيق بنا المقام في سردها، معززا في الأخير الكتاب بمقاربة نقدية مست عملاً سرديًّا محليًّا جزائريًّا خصصته لرواية «اليربوع» للراحل والكاتب والناقد حسين فيلالي.
وذكر أنّه قد فندَّ هذا الرأي صاحب رواية «ليل الغوابة» للكاتب والمبدع رفيق طيبي قائلا «قبل سنوات خسِر المشهد الأدبي والأكاديمي كاتبا ومحاضرا بارزا هو الدكتور حسين فيلالي، وقد ترك خلفه أعمالا وبحوثا شكّلت ورشات للبحث والدراسة، وهذا الكتاب من بين الأعمال الكبيرة التي اتخذت من مدوّنة فيلالي نموذجا رفيعا للبحث، حيث اختار الدكتور وليد خالدي أن يقارب موضوعا مهما وشديد الحساسية وهو فعل القراءة وما بعد الحداثة، وعزّزه بمقاربة رواية اليربوع لفيلالي. وكتب هذا المُنجز انطلاقا من امتلاك مطلق لأدوات البحث العلمي الرصين وبروح مخلصة لتجربة شاء القدر أن تتوقف ليستكملها الباحثون والقراء».
وأضاف الدكتور خالدي: «لا ندعي البتة أنّنا قمنا بالإحاطة بالموضوع ومحاصرته من جميع جوانبه بإعطائه حقه من حيث الاستيفاء، بل هو اجتهاد متواضع له منطقه الخاص يقاس بمعيار رؤيته المغايرة التي تفتح أسئلة جديدة في ضوء أهدافه وإمكاناته ومعطيات الواقع، إذ تساهم هذه التجربة ولو بنزر قليل في إغناء المشهد الثقافي والتوسيع من مجالاته لتمنحه حركة مرنة ومفتوحة، وبواعث الاهتمام في هذا الجانب استدعاء نظرية من النظريات النقدية المعاصرة الموسومة بجمالية التلقي في تحليلها وسبر أغوارها.
كما أشار الى أن المتتبع للحركة النقدية في الوطن العربي يلحظ جوانب القصور المتعلقة بجمالة التلقي، ونخص بالذكر، فقدان بريقها في إطار الممارسة المتعلق بالشق التطبيقي، إذ كانت فيه الغلبة دائما للجوانب النظرية التي اكتسحت الساحة الثقافية العربية سواء على مستوى المنشورات أو التأليف أو الندوات التي كانت تخصص لها في الجامعات والملتقيات والمنتديات.
وختم، هذه المحطة بالضبط حاولت الاشتغال عليها لكي أقدم نموذجًا تطبيقيًّا يكون صالحًا في إثراء المشهد النقدي العربي المعاصر من خلال ملء هذه الفجوة أو الفراغ، مشدودًا في ذلك إلى تسهيل ما استشكل استصعابه وظل مستعصيا على بعض دارسي الأدب..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024