تدعو ربيعة دويبي في آخر أعمالها بعنوان: «يوميات شابة مصابة بالفصام»، القارئ من خلال القصة المؤثرة للشابة دنيا التي اختفت بشكل مأساوي إلى التأمل في قيم الاستقامة والكفاءة التي تعد المتطلبات الأساسية لمواطنة كاملة ومفيدة ينظر إليها في المجتمعات الخاضعة كأسباب لعدم الأهلية.
صدرت هذه القصة الخيالية التي تحوي 173 صفحة، والتي نشرتها المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، في أربعة أجزاء وتبدأ بالاكتشاف المصادف لمذكرات الشابة دنيا التي تعاني من مرض انفصام الشخصية والتي اختفت بشكل مأساوي بعد ابتلاعها جرعة زائدة من مضادات الذهان.
ومع ذلك، لم يكن هناك ما ينبئ بمثل هذه النهاية لهذه المرأة الشابة المشبعة بقيم الاستقامة والمواطنة التي جعلتها كضمانات وحيدة في الحياة.
فقد كانت دنيا، بطبيعتها ناشطة مقتنعة ورياضية ومتفوقة في دراستها وقد تم اختيارها مؤخرًا من قبل إدارة معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية على قائمة طلاب الدكتوراه الشباب.
وكانت أسيا أوّل من اكتشف «يوميات ابنتها»، حيث علقت على كتابات مؤرخة من ابنتها في ظل المعاناة والندم، غير قادرة على الحداد وإرجاع المسؤولية إلى جمال زوجها، رجل أعمال ثري ورئيس حزب سياسي.
يكتشف والد المرأة البائسة، بدوره، «مذكرات الحالة النفسية» لابنته، وسرعان ما يجد نفسه في مواجهة عيوبه غير المقبولة وتقلبات مزاجه غير الملائمة، وهي مصادر كل المشاكل.