من إنتاج جمعية «الداني دان» بورقلة

«راهم يقولـو» سلسلة تمثيلية تعـالج مواضيــع اجتماعيــة

إيمان كافي

أطلقت جمعية الداني دان للثقافة والتراث الولائية، بورقلة، سلسلة عروض تمثيلية بعنوان: «راهم يقولو» من بطولة الفنانين عبد القادر شبعني ومحمد ساسي بن عودة، في مبادرة جديدة وفريدة من نوعها.
تتطرق هذه السلسلة عبر فيديوهات قصيرة لا تتجاوز مدتها الزمنية 6 دقائق لعدد من المواضيع الاجتماعية الهادفة، تعرض مواقف يومية وتجارب يعيشها الفرد في وسطه الاجتماعي.
تعتمد هذه التجربة، بحسب ما أكده كلا الممثلين في حديث خصّا به «الشعب» على إمكانياتهم الخاصة وتتخذ من موقع اليوتيوب وبعض منصات التواصل الاجتماعي على غرار موقع الفيسبوك مساحة للبث والنشر.
على الرغم من قلة الإمكانيات ومحدوديتها، إلا أن شغف التعبير عبر مقاطع مصورة في إطار سلسلة اجتماعية هادفة، يبقى حافزا بالنسبة للمبدع –يقول الفنان عبد القادر شبعني-، الذي أكد أن هذه السلسلة تلقى تفاعلا كبيرا وتشجيعا من طرف جمهور الوسائط الاجتماعية.
كما أشار إلى أن لكل حلقة من السلسلة موضوعا مختلفا، يعالج بعض سلوكيات الفرد في محيطه الاجتماعي، ويتوخى من خلالها ترسيخ بعض العادات الإيجابية وانتقاد أخرى.
مضيفا أن سلسلة «راهم يقولو» تحاكي الثقافة المحلية للجزائري في البيئة الصحراوية تحديدا والتي يحرص القائمون على هذه التجربة عبرها، إبراز الحياة البدوية كعنصر أساسي أصيل ثابت لا يتغير وفضاء رحبا يسع ويستوعب بحكمته كل المتغيرات في المجتمع من جهة أخرى.
من جهته، يعتبر الممثل محمد ساسي بن عودة أن هذه التجربة مهمة بالنسبة له، وتعد إضافة لرصيده الشخصي، حيث يقدم عبر هذه السلسلة شخصيات متنوعة ويحاكي من خلالها عدة أدوار اجتماعية منها ما يؤديه لأوّل مرة.
ويعتبر محدثنا المميز في هذه السلسلة، أنها تعبّر عن مساحة المبادرة أيضا، مؤكدا أنه على الرغم من محدودية الإمكانيات في التصوير والتنقل والمونتاج، إلا أنها تبقى فضاء للتعبير عن مكنونات الفنان المحلي المتواجد في هذه المناطق من الوطن والذي يأمل أن يجد التفاتة ويحظى بفرصة للتموقع في الساحة الفنية الوطنية من خلال أعماله.
وتحظى الحكمة والأمثال الشعبية المتعارف عليها في القاموس الجزائري بمساحة خاصة عبر هذه المشاهد وقد تكون محور حلقات من هذه السلسلة، لما تحمله من تعابير رمزية، تبعث برسائل للنصح والإرشاد والتوعية بحكمة الأجداد ولتشكل من جهة أخرى، زاوية لإحياء تراثنا اللامادي الذي يعبر عن ثقافة وهوية الجزائري دون أية إضافات غريبة عن الشخصية الوطنية.
يمثل اللباس التقليدي والمعالم الثقافية والحضارية التي تعرف بها العديد من المناطق الصحراوية كذلك، أحد العناصر المهمة في هذه السلسلة، حيث يركز القائمون على هذه المبادرة على ارتداء اللباس التقليدي وذكر أسماء هذه المعالم كمسعى للحفاظ على هذا الموروث الثقافي المادي الذي تعرف به البيئة الصحراوية.
تحمل هذه التجربة العديد من الأفكار المراد توصيلها بلهجة محلية خالصة وبشكل هادف في قالب للنصح والفكاهة أحيانا مع الاعتماد على أجواء البيئة الصحراوية وفي شكل عفوي وتلقائي من أجل إيصال الرسالة وتحقيق المتعة وشد انتباه المشاهد في الوقت ذاته.
ويأمل عبد القادر شبعني ومحمد ساسي بن عودة، كما أكداه خلال لقائهما بـ»الشعب»، أن يحظى هذا العمل المقدم بدعم من القائمين على الميدان الثقافي والإعلامي، في إنتاج وعرض هذه السلسلة، التي تستهدف التقرب من أكبر عدد ممكن من الجمهور الجزائري للتعريف بالبيئة الصحراوية ومميزات خصوصيتها الثقافية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024