مع استحضار جهود أحمد حسين أول مدير لها

سينماتيك الجزائر تحتفل بعيد ميلادها الـ56

أسامة إفراح

احتفت سينماتيك الجزائر بالذكرى الـ56 لتأسيسها. وبهذه المناسبة، نشر مدير السينماتيك، سليم عقار، مقالا مطوّلا على الموقع الرسمي لهذه المؤسسة العريقة، عاد فيه إلى أهمّ المحطات التي عرفتها خاصة في البدايات ومسار التأسيس. وركّز عقار في منشوره هذا على أحمد حسين، الذي كان على رأس السينماتيك، ثم المركز الوطني للسينما، وذلك إلى غاية 1972.
قبل 56 عامًا، وبالضبط في 24 جانفي 1965، تم إنشاء السينماتيك الجزائرية.. وستصير قاعة «الكلوب» سابقا، الواقعة في 24 شارع بن مهيدي، قاعة العروض الرئيسية.
وبهذه المناسبة، ذكّر سليم عقار، المدير الحالي للسينماتيك، بمرحلة بالغة الأهمية من تاريخ هذا الصرح السينمائي. وحسب عقار، فإن العديد من النقاد وعشاق السينما يجهلون ظروف إنشاء هذا المتحف السينمائي، وخاصة مسيرة ومساهمة أحمد حسين، أول مدير للسينماتيك. ويضيف بأن إنشاء السينماتيك كان قد فكّر فيه محي الدين موساوي عام 1964، وهو الذي كان على رأس المركز الوطني للسينما (CNC) الناشئ حديثا، والذي جمع جميع أنشطة الأفلام. وكانت أولويته إنشاء مركز للأرشيف يجمع في مكان واحد المحفوظات السمعية والبصرية التي أعيدت من تونس. أما عقيدته فكانت: «شعب بلا تاريخ ليس شعبًا، وبلد بدون أرشيف ليس بلدًا.» ولهذا الغرض، قام باستدعاء فالنتان بيلوس، الفار من الجيش الفرنسي، الذي كان قد عمل تحت أوامره في تونس.
ويؤكد عقار أن الغرض من هذا المركز في أيامه الأولى لم يكن عرض الأفلام. بدلاً من ذلك، تم تصميمه كخدمة أرشفة وحفظ. ولكن مقابل أهمية التوزيع السينمائي، سقط مشروع مركز أرشيف سمعي بصري وطني كبير مسؤول فقط عن الحفظ، واستبدل بمشروع Cinémathèque الذي تم وضعه كمتحف للسينما، مكرس أساسًا للحفظ وعرض أفلام سينمائية. وعهد محي الدين موساوي بهذه المهمة الجديدة إلى أقرب مساعديه في CNC، أحمد حسين. فيما انسحب فالنتان بيلوس، الذي كان قد بدأ العمل على تصنيف المحفوظات، من المشروع.
بالنسبة للجزائر، كان تحدي تطوير الفيلم طموحًا. نمت السينماتيك بفضل فريق رفيع المستوى بقيادة أحمد حسين، هذا الأخير هو نفسه من عائلة من المناضلين المنخرطين بقوة في الثورة التحريرية، وقد حُكم على شقيقته باية بالإعدام فيما عُرف بـ»معركة الجزائر». وبمجرد تعيينه على رأس السينماتيك، ركز أحمد حسين على تعزيز خيار التوزيع. وكانت قاعة «Le Français»، شارع خليفة بوخالفة، أول قاعة للريبيرتوار يُعهد بها للمركز الوطني للسينما والسينماتيك، مكملة للقاعة السابقة الذكر التي أراد أحمد حسين الاحتفاظ بها كمتحف للسينما.
ويضيف عقار أنه، لتسهيل مهمة السينماتيك، أصدر محي الدين موساوي نصا يعفي دور السينما التابعة لها من إجراءات التأشيرة. وقد أتاح هذا الإجراء «البالغ الأهمية» تقديم جميع أنواع الأعمال، حتى الأكثر جرأة منها. وبفضل حسين، ما تزال السينماتيك تتمتع بهذه المكانة الخاصة، التي تجعل منها «فضاء حرية مطلقة».
ثم اتصل موساوي بجان ميشال أرنولد، الذي كان يعمل في السينما الفرنسية، بشكل مباشر وظّفه لتنظيم البرامج وعروض الأفلام تحت إشراف أحمد حسين. وحسب عقار، فإن أرنولد نفسه أكد أنه جاء إلى السينماتيك الجزائرية بناءً على طلب موساوي وحسين ولم يتم إرساله من مدير السينماتيك الفرنسية، هنري لا نغلوا، كما يزعم كثيرون.
كما شجع حسين الشباب الجزائري على الانضمام إلى المجموعة التي يقودها ويدعمها، ويخص عقار بالذكر كلا من أحمد بجاوي وعبد الرحمن جلفاوي. ولكن بعد افتتاح السينماتيك، لم يعد المركز الوطني للسينما يركز جميع أنشطة الإنتاج والتوزيع، مما أدى إلى ظهور العديد من المؤسسات. وفيما عين حسين على رأس المركز الوطني للسينما، أصبح موساوي أمينًا عامًا لوزارة الإعلام تحت قيادة محمد الصديق بن يحيى.
وعاد عقار إلى حوار نشرته مجلة «Les Deux Ecrans» سنة 1979، لخص فيه أحمد حسين الأولويات التي وجهت عمله: «للسينماتيك تراث سينمائي مهم للغاية. ومن اللافت للنظر أننا بدأنا من الصفر، حيث كانت السينما وخاصة الأرشيف، حفظ الأفلام، أشياءً جديدة في الجزائر. لم يكن هناك تقليد في هذا المجال عندما بدأنا في جانفي 1965. على الرغم من ذلك، نحن واحدة من أغنى السينماتيك من حيث المادة المصورة. وأصل هذه المادة متنوع للغاية ومتنوع للغاية، فهي آتية إما من التبرعات والمشتريات، أو من أعمال استعادة الأفلام».
للإشارة، يمكن للراغبين في الحصول على معلومات أكثر حول هذا الموضوع، بما في ذلك بعض الصور، قراءة المقال باللغة الفرنسية، الذي نشره سليم عقار على موقع السينماتيك على أنترنت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024