الكاتبة ليندة كامل تؤكّد:

النّقد هو إعطاء شكل متكامل للنص الأدبي

أمينة جابالله

ارتأت الكاتبة ليندة كامل أن تصوب استفهامات وتساؤلات تهدّد المسار الإبداعي، وكما وصفتها بجدار الصد الذي يعرقل كل عمل أدبي باتت بصمات النقد فيه حبرا على ورق.
عبّرت الكاتبة ليندة كامل في اتصال معها عن قلقها إزاء غياب العملية النقدية التي من شأنها أن تحاصر كل عمل إبداعي، وطرحت تساؤلات عميقة ذات الصلة بصناع الكتابة بكل فنونها، وحاولت أن تشارك في كلمتها المقتضبة هموم وانشغالات الكتَّاب والمبدعين التي لن تتطور أعمالهم إلا بتفعيل خاصية النقد.
أجابت الكاتبة ليندة كامل عن سؤال الشعب الذي تمحور حول أهمية النقد لدى الكاتب؟ قائلة: «النقد هو إعطاء شكلٍ متكاملٍ للنص الأدبي حال الانتهاء من كتابته؛ إذ يتمّ تقدير النصّ الأدبيّ تقديراً صحيحاً يكشِفُ مواطن الجودة والرداءة فيه، ويبيّن درجته وقيمته، ومن ثمّة الحكم عليه بمعايير مُعيّنة، وتصنيفه مع من يشابهه منزلة. يرى الكثير من الكتاب والروائيين أن القارئ الناقد الأول لأي عمل أدبي وما تتداوله الآراء حول قلة المقروئية في الوطن العربي».
أكدت الكاتبة أن تأثير المقروئية مقترن بعمل الناقد، وترى بأن النقد الموسع والمعمق كفيل بدعم صاحب العمل الذي يخوله لاستدراك الأخطاء وتجنبها في أعماله المقبلة، مضيفة في ذات السياق بأن الكاتب يعتبر الخطوة التي يتم فيها تقييم عمله، بمثابة تشريح وتقويم ومن ثم إعطاء علامة تقديرية، أما القارئ فبحكمه على ما تناوله من عمل، يكون قد أثرى جانبا مهما لا يقل أهمية من المنظور النقدي.
قالت المتحدثة: «المواطن العربي لا يقرأ نصف ورقة في السنة حسب بعض الاستقراءات والإحصائيات المتداولة من كل سنة عن نسبة المقروئية في العالم، وإذا كان الناقد العربي مغيب بطريقة ما حتى يفرض عليه عملا معينا، وعندما يتوّج ذلك العمل بجائزة من العيار الثقيل، يتهافت النقاد عليها في دراسات نقدية وتحليلية ربما ليعتلوا منصة الظهور؟ أو لأسباب أخرى...كما تتهافت عليها دور النشر لإعادة طباعتها ونشرها»، وأضافت في ذات السياق: «وجب علينا هنا أن نطرح السؤال التالي: من له الحق في الحكم على العمل؟ الناقد / القارئ / الناشر في ظل انتشار رهيب في دور النشر والمسابقات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي إذا اعتبرنا الكاتب القارئ الأول للعمل، وإذا أعجب الكاتب بعمله فهذه انطلاقة جيدة لعمله، وأظن أن أغلب الكتاب يوافقوني الرأي».
أشارت المتحدثة أنها قد نشرت روايتين متوسطة الحجم، وكل من قرأ العملين أعجب بهما أشد إعجاب، إلى درجة المدح وهذا الإعجاب جاءها من كتّاب ودكاترة في الأدب العربي، وكذا من القرّاء المقربين، في حين لم تُخْفِ استياءها بعد تجاه ما تعرضت له من عراقيل تسويقية وتوزيعية، حيث قالت في هذا السياق: «دائما تقول القاصة مريا دعدوش أن لا نستسلم في إرسال أعمالنا إلى دور نشر حتى وإن امتلأت جدار الغرفة بالرفض، فهناك حتما أمل في قبولها في دار أخرى، كما حدث لصاحبة كتاب «هاري بورتر» جوان رولينغ، وهذا ما فعلته إذ قدمت عدة قصص للأطفال وبعض الأعمال الأخرى وجاءتني الردود الصادمة والنقد والرفض لأسباب تسويقه في الأغلب، فشعرت بإنقاص من العمل وتاهت فكرة الإبداع في اللحظة ذاتها».
تدرك الكاتبة ليندة كامل تمام الإدراك، أن أي عمل أدبي يستحق أن يكون له مكانة في الساحة الأدبية سواء العربية أو المحلية، وقد اطلعت على العديد من الروايات التي توجت وانتشرت ووصلت للآلاف من القراء على مستوى واسع، فلم تجد بها ما يثير الاهتمام، وتساءلت في ذات السياق: «ما هو مختلف عن أعمالي أو أعمال أخرى كان حظها كحظ أعمالي، أين الخلل؟ وماذا يلزمنا لنخرج المخبوء ويكون له حظ الانتشار والظهور والوصول لأكبر شريحة من القراء الكتاب الذين هم في الأغلب كتاب للمستقبل القريب ! فهل يعد النقد إنقاصا في قيمة العمل؟ حسب مفهومي الشخصي أي عمل سيكون به نقص مهما كان قويا لكن أن تقدم دور النشر على تقييم العمل ليكون حسب سياستها، فهذا ضرب للكتابة وللإبداع بصفة معينة في ظل انتشار الكاتب وفي ظل سياسة التوزيع الغامضة التي تسود أغلبية الناشرين يبقى العمل حبيس الاستفهام إلى أن يجد من يهتم به».
ختمت الكاتبة كلمتها باستفهام تأمل أن يكون له آذان صاغية، حيث قالت: «نحن في وضع أدبي يفرض علينا طقوسا تختلف عن تلك الطقوس القديمة، عندما كان للمحتوى قيمة أدبية وليس قيمة تجارية، إذ أصبح اليوم الكاتب الضحية الأولى بعد كل عمل ينجزه نظرا لغياب النقد الحقيقي والدراسات الجادة الثغرة التي جعلت من طحالب الأدب يتسلّقون ويعتلون منصة الواجهة، فأين الحل؟».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024