تعكف الشاعرة كريمة هلالي هذه الأيام على وضع «الروتوشات» الأخيرة لعملها الفني الجديد من نوع «المونولوغ» قبل أن يتم عرضه رسميا في حفل قريبا لتسجل بذلك عودتها القوية والمدوية لعالم المسرح الذي طبع القسط الأكبر من مسارها الثقافي.
وعن فحوى العمل الفني المقترح للجمهور العريض قريبا تقول الشاعرة كريمة هلالي بأنّ الأمر يتعلق بامرأة مكناة بزبيدة أرغمتها الظروف المعيشية القاهرة على امتهان التسوّل لضمان لقمة العيش، لتوضح للجمهور من خلال العرض بأنّ التسوّل يبقى قدرا محتوما في العديد من الحالات، وبقدر امتصاصه لكرامة الفرد التي تعتبر في الأساس من الدعائم الأساسية للشخصية إلا أنّه يحافظ على الشرف بلا خدش لتخلص الفنانة في تحليلها للظاهرة الى أنّه في حال ما إذا عرف السبب فإنّ العجب يبطل لا محالة، مع الإشارة الى أنّ الفنانة كريمة هلالي التي طرقت باب المشهد الثقافي من خلال ديوان شعرها «نزف قلبي» وقصة كنزة وفلة الموجهة للبراعم كانت قد تركت بصمة واضحة على النشاط المسرحي خلال عقود خلت من الزمن من خلال تأطيرها لفرقة مسرحية شابة بمدينة القليعة ومساهمتها الجادة في ترقية هذا النمط من الفن.
على صعيد آخر، أنهت الشاعرة كريمة هلالي مؤخرا مجمل الإجراءات الإدارية والتقنية المتعلقة بإنشاء دار نشر للكتاب بمدينة بوسماعيل عقب الاستفادة من تمويل عن طريق الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، بحيث تستعد الشاعرة هلالي هذه الأيام لافتتاح مؤسستها بدعم معنوي مباشر من عدّة أقطاب ثقافية على أن تشرع قريبا في نشر الأعمال الفنية والأدبية للمؤلفين المنحدرين من مناطق الظل والذين يجدون عادة عراقيل جمّة للتعاقد مع دور نشر أخرى، مشيرة الى أنّ دار النشر المرتقب استغلالها ستلتزم بضمان خدمات راقية للمبدعين وفق ما يضمن المصلحة المشتركة للطرفين بعيدا عن مظاهر الجشع والاستغلال البشع لحقوق الغير وبعيدا كل البعد عن التوجّه التجاري البحت.