قدمت الحكواتية حياة غديري للجمهور الحاضر في اختتام فعاليات الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة بقصر أحمد باي بقسنطينة قصصا أبحرت بها في عالم الخيال والأساطير المتداولة في القديم والتي كان يرويها الأجداد لأطفالهم.
وسط أجواء احتفالية قدمت هذه الراوية حكاية «أفافا اينوفا « موجهة للأطفال وهي أسطورة أمازيغية عبارة عن كفاح وتضحية فتاة اسمها «غريبا» لوالدها المسن «إينوفا» وإخوتها الصغار وهي تروي حكاية الفتاة الأمازيغية التي تعمل في حقول الزيتون وتقطف الثمار وعندما يحل المساء تعود إلى بيت أبيها وهي مرهقة.
وعندما تطرق الباب يحتار أبوها المسن إينوفا هل يفتح الباب أم لا خوفا من وحش الغابة فيتفق هذا الشخص المسن مع ابنته غريبا على أن ترج أساورها ليتأكد من أنها ابنته وتدخل ابنته البيت وترتمي في أحضان والدها إينوفا.
أوضحت الحكواتية على هامش اختتام فعاليات الاحتفاء بيناير أن هذا النوع من السرد القصصي له دور هام في تربية الطفل وتلقينه بعض أسس الحياة وغرس قيم تثري شخصية الفرد وتنمي فكره من خلال حكم ومواعظ تمررها في شكل رسائل عبر الحكايات التي تحمل معاني وروايات تنشر الخير وتبين حكم الشر وعاقبة الأشخاص السيئين.
قالت المتحدثة: «إن طريقة سرد القصة هي ما يجعل الجمهور ينتظر بشغف وشوق معرفة التفاصيل وبقية القصة بلهفة ويزيد من طول الانتظار» مشيرة إلى أن الحكواتي في قديم الزمان كان الجمهور يجلس حوله في المقاهي والأسواق والشوارع والجلسات الرمضانية في غياب التلفاز والراديو وذلك ما كان يجعل من الحكواتي يلعب دور المعلم والمربي في مجتمعه.
كما تم خلال هذا الحفل الاختتامي تنظيم عرض أزياء شاوية وقبائلية للأطفال وكذا معارض للأكلات والحلويات التقليدية من تنظيم جمعية بيلسان لترقية النشاطات الشبانية التي أوضحت رئيستها ابتسام عويسي أن الجمعية قد قامت أيضا بتنظيم عرض للرقص الفلكوري والرقص القبائلي للصغار ومعرض للأواني الفخارية لإبراز التراث الأمازيغي والمحافظة عليه.