يعكف مخبر الدّراسات اللّغويّة النّظريّة والتّطبيقيّة، بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، التحضير لملتقى دولي حول شخصية الأديب والإعلامي عياش يحياوي في 28 من الشهر القادم « فيفري « الندوة ستكون تخليدا لذكرى هذا الرّجل الرّاحل، والأديب الصّامت، والشّاعر الوطنيّ، الذي مثّل الجزائر خير تمثيل خارج وطنه، بقلمه شاعرا وأديبا وإعلاميّا محترفا.
قال رئيس الملتقى الدكتور سي حمدي بركاتي، إن هذا الاخير ينشطه ثلّة من الباحثين المعاصرين للفقيد عياش يحياوي من داخل الوطن وخارجه، «والاستماع الى شهادات حيّة تخلّد اسمه في ذاكرة الجزائر الخالدة، إنصافا منها في حقّ هذا الرّجل الذي وافته المنيّة، دون أن يذكر له أثرا بعد تلك المراثي التي تزامنت مع نعي وفاته «الرّجل الذي خلّد اسمه في تاريخ الأدب العربيّ شاعرا وأديبا، وإعلاميا أتقن فنّ التّحرير والتّحبير للمقال الصّحفيّ، وباحثا في التّراث».
يهدف ملتقى المرحوم يحياوي من خلال موضوعه إلى تحقيق جملة من الأهداف، من بينها التّعريف بهذه الشّخصيّة الوطنيّة بالتطرق الى مسارها التّاريخيّ، الأدبيّ والإعلاميّ و تسليط الضوء على تجربته الإبداعية الشّعريّة والأدبيّة، ومن خلاله إعادة الاعتبار للموروث الثّقافيّ والأدبيّ في بلاد المهجر أو الغربة، ثم السعي بضمه إلى مجموع التّراث الأدبيّ للجزائر عن طريق توجيه الطّلبة والباحثين في مجال اللّغة والأدب؛ وحتّى الصِّحافة إلى دراسة الأعمال الإبداعيّة لهذه الشّخصية الوطنيّة.
بحسب لجنة التنظيم فقد خصّصت للملتقى عدة محاور، من بينها التنوّع الابداعي مابين اللّغة الإعلامية واللّغة الشعرية، اللّغة التواصلية والتشكيل الأيقوني في شعر يحياوي، مرورا بوسائل الإقناع وإجراءات البناء النصّي في شعره، بالإضافة الى الاستعارة الذهنية وبناء الأفضية الذهنية، أما في المحاور الأخرى المتبقية فارتأت اللجنة أن تكون موزعة مابين بناء العوالم الذهنية في التجريب والإبداع، وتضافر النظام الذهني للفهم والنظام المادي لتفسير بناء الرؤية الفكرية.
كما وضعت لجنة التحضير شروطا للمشاركة مثلما تقتضيه الملتقيات الفكرية الاكاديمية على أن يكون البحث أصيلا وغير منشور أو مشارَك به في مؤتمرات أو ندوات سابقة، كما يشترط أن يكون البحث فرديَّا أو ثنائيا مُتقَيِّدا بأحد محاور الملتقى، على أنْ يرسل المشارك مخطّط البحث بما لا يتجاوز صفحة واحدة حوالي «500 كلمة» يتضمن عنوان المداخلة، والمحور الذي تندرج فيه، مع بيان أهميّة الموضوع، وإطاره النظري ونتائجه المتوّقعة.
كما حرصت اللّجنة بإلزام الباحث بتعديل المداخلة في ضوء ملحوظات المحكّمين التي تقرّها اللّجنة العلميّة، أما لغة البحث المشاركة في الملتقى فقد تركت اللجنة حرية الكتابة للباحث بتحرير نصّ مداخلته بإحدى اللّغات الأربع: العربية، االأمازيغيّة، الفرنسيّة، الإنجليزيّة، على أن تُرْفَق المداخلات باللّغات الأخرى وبملخّص بالعربيّة.
للإشارة، حدد آخر أجل لاستلام مُلخَّص المداخلات، يوم الفاتح من الشهر القادم، «01 فيفري» بعدها يتلقى الباحث المتدخل إشعارا بقبول مداخلته، يوم 10 فيفري، من نفس الشهر، أما آخر موعد لاستلام المداخلات كاملة فقد حدّدتها اللّجنة، يوم 15 فيفري، فيما حدد تاريخ انعقاد الملتقى، يوم 28 من ذات الشهر، عبر تقنيّة التّحاضر عن بعد بتقنية الزّوم، أما المعنيّون بالملتقى فهم فئات مختلفة من أفراد المؤسسّة الجامعيّة والإعلاميّة مثل أصدقاء الرّاحل عياش يحياوي، الأساتذة الجامعيّون والباحثون المختصّون في اللّغة، الأدب والشّعر، بالإضافة الى رجال الصِّحافة والإعلام. ممن عايشوه أو اشتغلوا برفقته في منابر إعلامية عمومية وخاصة « الشعب، الوحدة، الشروق».
للتذكير اشتغل الفقيد بصحيفة خليجية محرّرا؛ فنائبا لرئيس القسم الثّقافي فيها، فرئيسا لهذا القسم، فمديرا للتحرير، أين تفتّقت قريحته الشاعريّة ونطق لسان حاله الأدب، في مهد الأصالة والتّراث، الإمارات العربية المتّحدة التي اختارها موطنه الثّاني بعد الجزائر، مخلّفا طيلة مساره الإعلاميّ، عدّة دواوين شعرية وكتب أدبيّة، منها في الشّعر:
«تأمل في وجه الثّورة» عام 1982، عاشق الأرض والسّنبلة عام 1986،»ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية» عام 2000، و»قمر الشّاي» عام 2008، و»جزر الإمارات المحتلّة»، «ابن ظاهر شاعر القلق والماء» عام 2004،و»العلامة والتّحولات» عام 2006، «أوّل منزل دراسة وحوارات حول 50 مثقفا من الإمارات»عام 2007، «لقبش» و»السّهم الأبكم: مثقفون انتبهوا لعبوره وكتبوا»، عام 2010.