تعيش ولاية بومرداس بكل مكوناتها الاجتماعية والثقافية مناسبة يناير الضاربة في العمق التاريخي والضمير الجمعي بعادات وتقاليد راسخة متوارثة بين الأجيال وبطريقة عفوية مكتسبة بالفطرة داخل العائلة والمحيط الاجتماعي بعيدا عن كل أشكال التصنّع، وهو الحدث السنوي التي تجتمع فيه الأسرة كل سنة حول أطباق تقليدية يتقدمها طبق «الكسكسي» والدجاج الذي ارتبط اسمه بيناير وبعض الأنشطة الأخرى والاحتفالات التي تدور كلها حول الاستعدادات لاستقبال الموسم الفلاحي الجديد على امل تحقيق محصول مثمر وناجح..
بدأت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة في مختلف ربوع ولاية بومرداس تتقدمها المراكز الثقافية والفنية التابعة لمديرية الثقافة إضافة إلى برنامج آخر سطرته فعاليات المجتمع المدني وبعض الجمعيات المهتمة بالتراث وتقاليد المنطقة أبرزها جمعية «ثافات» لقرية تيزة ببلدية عمال التي دأبت منذ عدة سنوات على احتضان فعاليات المناسبة حتى في بعدها الرسمي بالتنسيق مع السلطات الولاية والمحلية، حيث سيكون الموعد في أحضان القرية الجبلية التي سطع اسمها كوجهة ثقافية وسياحية بفضل هذه الأنشطة وافتكاكها جائزة «توب فيلاج».
وقد سطرت الجمعية في هذا الخصوص برنامجا ثريا بالنشاطات والمعارض التقليدية تشمل اللباس التقليدي الأمازيغي، صناعة الفخار والحلي التقليدي ومختلف الإبداعات الفنية الأخرى، إضافة إلى عرض بعض الأنشطة والمنتجات التقليدية والريفية التي تميز المنطقة خاصة في مجال إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، التين المجفف وأنشطة اقتصادية تخص اسهامات المرأة والمؤسسات الصغيرة في ترقية الاستثمار المحلي في مجال الصناعة التقليدية.
كما تتواصل بدار الثقافة رشيد ميموني لبومرداس الاحتفالات بعيد يناير التي انطلقت أول أمس الى غاية 14 جانفي بتنظيم معارض فنية وتقليدية متنوعة، ونفس الحضور شهدته بلديات الولاية بمشاركة فعاليات المجتمع المدني لبني عمران وعدة جمعيات أخرى تنشط محليا بتاورقة وأعفير التي سطرت أنشطة ثقافية ومعارض ثرية تتخللها مداخلات من قبل أساتذة مختصين لشرح الأبعاد التاريخية والاجتماعية لهذه المناسبة التي تتقاسمها العائلات الجزائرية، مع تنظيم مسابقات شعرية وأخرى في الطبخ التقليدي للتعريف أكثر بعادات يناير التي تبقى واحدة من ابرز التقاليد الاجتماعية التي استطاعت جمع العائلات الجزائرية وترسيخها بين الاجيال بعيدا عن كل المزايدات الايديولوجية.