تزامن قرار وزارة الثقافة والفنون باستئناف المؤسسات الثقافية نشاطاتها الفكرية والفنية وإعادة فتح المسارح ودور السينما وقاعات العرض المسرحي أمام الجمهور، أمس، بإحياء المسرح الوطني الجزائري لليوم العربي للمسرح، وتقديم العرض الشرفي لمسرحية «ميموري كلثوم» أو ذكريات كلثوم، المرفوعة لروح الممثلة الكبيرة عجوري عائشة، المعروفة بسيدة المسرح والشاشة كلثوم.
تدور فصول المسرحية التي أنتجتها التعاونية الفنية للمسرح «بور سعيد»، بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، حول موضوع كتابة السيرة الذاتية للفنانة الراحلة كلثوم، من قبل خادمها «نونو» الذي يأخذ على عاتقه، إلى جانب القيام بأشغال المنزل، تدوين كل ما تفصح به ربة عمله الممثلة المتقاعدة التي أنهكها المرض والذكريات الأليمة، ومواساة وحدتها بتقمص بعض الأدوار التي تطلبها منه.
حملت المسرحية أيضا، رسائل حول وضع الفنان الجزائري الذي لا يتذكره الناس إلاّ بعد وفاته، ولا تعترف السلطات القائمة على الثقافة والفن به وتكرمه إلا بعد فوات الأوان.
وتناول العرض نظرة المجتمع الجزائري المحافظة، وخاصة عائلة الفنان المحافظة، ورفضها لاختياراته المنافية للعرف وكذا الوحدة والمرض وتخلي الجميع عنه في آخر عمره.
كتبت د. جميلة مصطفى زقاي، سيناريو المسرحية وأخرجتها الممثلة والمخرجة المسرحية تونس آيت علي، في حين تقمصت دور كلثوم الفنانة يسرى دايخة، وقام بدور نونو الفنان محمد شعبان.
للإشارة، سبق العرض قراءة لرسالة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بمناسبة اليوم العربي لأبي الفنون، ونظمت قبلها محاضرة حول المرأة والمسرح، بالتعاون بين المسرح الوطني الجزائري والمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري.
وقدم رابح هوادف مداخلة قارن فيها بين المسيرة الفنية للممثلتين الجزائرية ياسمين دوار والمصرية سميحة أيوب، مشيرا إلى احترافيتهما وحبهما للفن والأدب والتقارب بين الشخصيتين، خاصة من الناحية الفنية.
ودار النقاش حول الحركة النسوية في تاريخ المسرح الجزائري والذي اتسم، منذ أربعينيات القرن الماضي، بقلة عدد الممثلات والمخرجات، لكن بجودة أدائهن وتميزهن فوق الخشبة وحسّهن الفني الكبير.