رئيس نادي قسنطينة «تقرأ»، مصعب غربي لـ «الشعب»

مسابقة «القصة القصيرة» ستكلّل بانجاز كتاب «المخبر»

حوار: حبيبة غريب

كشف مصعب غربي رئيس نادي قسنطينة تقرأ عن قرب انسحاب الجمعية من المشهد الثقافي بعد ثلاث سنوات من النشاط الفكري، وتشجيع الإبداع في الكتابة والإصدار وتنظيم المسابقات الأدبية، موضحا في هذا الحوار عراقيل وقفت عائقا أمام المبادرة الشبابية في تنشيط الفعل الثقافي بمدينة الجسور المعلقة.
 
- «الشعب»: أعلنتم مؤخرا عن نتائج مسابقة «قسنطينة تقرأ»، كيف كانت المشاركة في هذه الطبعة التي نظمت في سياق خاص هذه السنة، بسبب جائحة كورونا؟
 مصعب غربي: لم نكن ننوي إحياء طبعة ثالثة، ولكن الاستفسارات عنها كثرت، في بداية السنة. ولهذا أعلنا وتعمدنا في إعلان هذه الطبعة الثالثة أن لا نروّج لها كثيرا كما فعلنا مع سابقتيها. وذلك لنرى مدى الصدى الذي بلغته. وكنا نعتقد أنها ستفشل، ولكن هنا كانت المفاجأة، فقد بلغ عدد المشاركين ضعف الطبعة السابقة.
ونعتقد أن الوباء ساهم في ذلك. إذ دفع هذا الأخير مختلف المجتمعات إلى التقيّد بالحجر الصحي، وتفرغ كل فرد لاهتماماته وهواياته، ورغم أن المسابقة وطنية، أي تعنى بالجزائر فقط، لكن لم تقتصر جهة المرسلين على الداخل فقط، بل جاءت مساهمات واستفسارات من دول مجاورة وشقيقة أيضا..
المسابقة كانت باللغات الأربعة. كانت أكبر نسبة مشاركات من نصيب اللغة العربية، أما الامازيغية فلم تردنا أي مشاركة عكس الطبعة السابقة. وأما الانجليزية والفرنسية فكان عددها قليلا جدا.
ونعتقد أن هذا يعود إلى سياسة النشر في صفحتنا وإعلان المسابقة إذ يتبعان الكتابة باللغة العربية وهذا ما أسفر عن استقطاب ضعيف للغات الأخرى.

- كيف اختيرت النصوص الفائزة، وهل ستكلّل بإصدار جامع مثل الطبعة السابقة؟
 اللجنة المكونة من الكاتبة والصحفية التونسية ليلى عبد الله بلحسن، والقاص والصحفي الجزائري سامي حباطي وآخرون. قامت اللجنة باختيار وتصفية النصوص على مرحلتين. والنتيجة كان منتظرا أن تعطينا عشرين نصا، ولكن وُجد أن هناك تسعة وعشرين نصا يستحق الاحتفاء والتشجيع، وعليه تم اختيارهم من بين سبعين نصا وصل إلى المرحلة ما قبل النهائية.
اقترحت اللجنة، أن تختار العمل الأفضل، ويكون عنوانه هو عنوان الكتاب الجامع لكل القصص. وبعد نقاش وأخذ ورد تنافست أربعة قصص وهي (المَخبر، الدومينو، و2084، وما وراء الأزرار) واتفقت في النهاية على أن قصة المَخبر هي الأجدر، بالفوز. سيتكفل الناشر والشاعر يحيى قن بإصدار الكتاب الجامع، عن مؤسسته المحترمة فواصل للنشر والتوزيع.

- ما هي جوائز هذه المسابقة وكيف تقيّمون هذه الطبعة مقارنة بالطبعات الأخرى؟
 أما بخصوص الجوائز فكما يعلم الجميع، أن جمعية قسنطينة «تقرأ الأدبية» تموّل نفسها ذاتيا. أي أن كل مبادراتها لا تجد سوى بعض الغيورين والمحبين ليساهموا في إنجاحها أو على تحقيق نصف النجاح، وهو ما حدث صراحة مع المسابقة الوطنية، لأنها ليست مجرد مسابقة بل مشروعا ضخما يحمل برامج ومرافقات تلي الإعلان عن النتائج. ولكن ما باليد حيلة. استطعنا فقط النجاح في إتمام المسابقة واكتشاف أقلام إبداعية حقيقية من شأنها الإضافة للمشهد الأدبي الجزائري الكبير، خاصة لو أن البرنامج اكتمل كما هو مخطط له. ليس هناك جوائز غير تقديم بعض الشهادات والنسخ المجانية من الكتاب الجامع للفائزين.

- هل صحيح أنها ستكون آخر طبعة وما هي أسباب ذلك؟
 نعم ستكون آخر طبعة، لأننا نحس بأننا «نحرث في الماء» كما يقال، فما الفائدة من إقامة نشاطات غير مكتملة؟ ما الغاية من تسطير مشاريع تبقى مجمدة. ليست الطبعة فقط هي التي ستتوقف، بل حتى الجمعية ستحلّ. فكوني رئيسا لها وأقف عليها وحدي منذ سنة تقريبا، لأنه لم يبق فيها أي عضو رسمي، كلهم غادروا بسبب المثبطات وضياع الطاقات. لقد حطمتنا المؤسسات الثقافية بصدها الأبواب، وأتعبتنا ونجتمع في الشوارع والحدائق والمقاهي.

- قطعت جمعية قسنطينة «تقرأ» شوطا كبيرا في المشهد الثقافي مند تأسيسها.. ما هي الحصيلة المسجلة؟
 لقد قطعنا شوطا كبيرا. وما قامت به جمعية قسنطينة تقرأ منذ 2017 إلى اليوم يعلمه كل المتابعين للمشهد الثقافي (الأدبي خاصة) والواقفين على المنظومة الثقافية. ولا ينكر ذلك إلا ظالم. كانت جمعيتنا نشطة منذ ثلاث سنوات، تضحي بوقتها وبكل شيء لا تملك لا مقرا ولا مرافقة حقيقة ولا أي شيء. لقد كنا قراء حقيقيين، كنا كبيت قصديري تعصف به الرياح. وندرك أن المثقف لا يجب أن يكون صارخا، بل عليه آن يدرك الواقع، ويتقبله، وإذا ما أراد التغيير فعليه أن يعي ويحيط بآليات ذلك...

- ما هي الأسباب التي تدفع نادي قسنطينة «تقرأ» إلى الانسحاب من المشهد الثقافي؟
 المشهد الثقافي مريض.. وهذا ما يدفعني شخصيا إلى رمي المنشفة، تستطيع أي مجموعة مهتمة بالموضوع أن تستلم زمام الجمعية كوني سأتوقف. كانت لي آمال كبيرة، لقد كنت سعيدا وربما اسعد متابع وناشط في المجال الثقافي.. لقد انتظرت أن تنطلق عملية استثمار واسعة.

- هل تعاني كل نوادي القراءة من نفس العراقيل التي واجهتموها؟
 أنا لا أعمم وإنما أتحدث عن ما حدث معي شخصيا..هناك ضبابية. لأن الذهنيات لم تتغيّر.

- أليس للجمعيات الثقافية أيضا مسؤولية على ما آل إليه المشهد الثقافي؟
 أعتقد أنه يجب تجديد الذهنية الجمعوية، يجب تغيير الكثير من المفاهيم التي يعنى بها أو تمت بصلة إلى المجتمع المدني. يجب استفزاز المثقف العضوي. خاصة ذلك الذي يعرف قيمة نفسه ويناضل في الميدان. اذ أنه يعرف أنه يحمل مسؤولية على عاتقه، مسؤولية تاريخية، تتمثل في التجديد والتغيير. بما يخدم مشروع التقدم والنهضة في بلاده. ذلك يعني أن دوره هو عدم الانكفاء، وعدم البقاء بعيداً عن مجتمعه، وأيضاً عن موروث هذا المجتمع والتقاليد والأعراف التي صنعت تاريخه.

- هل الانسحاب النهائي من المشهد الثقافي هو الحل .. ألا توجد سبل أخرى للبقاء ومحاولة التغيير؟
 يعاني المشهد الثقافي من ركود كبير.. مارسنا وأنجزنا نشاطات كانت مليئة بالعنفوان والعفوية الصادقتين، واليوم نغادر. أستطيع المساهمة كشخص.. أما تحت غطاء جمعية، فكلما نظرت إلى محضر تأسيسها أو قانونها الأساسي أو قائمة أعضائها الذين غادروها قبل مدة طويلة، أشعر بالأسف. سأقدم لوطني ما أنا قادر على تقديمه والمساهمة به كفرد وكمواطن وفي. أما كرئيس جمعية، فلم اعد قادرا على المواصلة..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024