والي: خطوة مهمة لتأسيس فعل سينمائي شفاف
ثمّنت أسرة السينما من مخرجين وكتّاب سيناريو، لقاء تم بين وزيرة الثقافة والفنون وأعضاء لجنة قراءة وإعانة السينما برئاسة المخرج محمد حازورلي، واستمعت فيه الى تقرير قدمته اللّجنة حول سير عملها، طيلة الأشهر الأخيرة، إضافة إلى اقتراحات «حول دعم ومرافقة الشباب في أعمالهم السينمائية الأولى الحاملة لروح ونظرة جديدتين للمجتمع وتسهيل عملهم مع التركيز على عنصر التكوين وإنتاج أعمال تقوم على فكرة التسويق لصورة وتاريخ وتراث الجزائر العريق».
ذكر المخرج و»السيناريست» سي حمدي بركاتي ان اللقاء الأول من نوعه، يتعرف فيه الجمهور الجزائري على أسماء ويشاهد صور أعضاء لجنة القراءة والإعانة التي بيدها الحل والعقد في مرور المشاريع وتنفيذها أو الاعتذار عنها» .
وتكلم المتحدث عن «ما تكرس في الماضي لدى المشتغلين، بأن اللجنة لا تعرف تشكيلتها، إلا ذوي الحظوة من المقربين من «هضبة العناصر» والمرضي عنهم المتقاسمين كعكة الإنتاج، أما بقية الناس وتحديدا فئة الشباب، الذين قال عنهم المتنبي «ويسعى الخلق جراها ويختصم»، فلا حظ لهم في الدعم حتى وإن قدّموا مشاريع قيّمة ونصوصا باذخة».
وبدوره ثمن بركاتي سي حمدي السلوك الذي جاء في منشور وزارة الثقافة والفنون، لأنه يشير بأن عهد الدهاليز ومنح المشاريع السينمائية على مبدأ الولاء والأسماء المكرسّة قد ولى، هذا ما يتمناه في ظل رؤية الوزيرة، إضافة إلى لجنة القراءة، الذين بحسب حديثه مع بعضهم بأن رهانهم على الموافقة والمنح مقصورا على النصوص الراقية التي تستأهل التنفيذ.
ونوّه المتحدث باستحداث أرضية رقمية لتسهيل عملية المنتجين، وهي مبادرة قال بشأنها: «حتى وإن جاءت متأخرة جدا، لكنها ستختصر كثيرا من الوقت والجهد لدى المشتغلين خصوصا أولئك الساكنين في جزائر مناطق الظل والعميقة من ساكنة الغرب والشرق والصحراء الذين يسافرون إلى العاصمة من أجل استخراج رخصة تصوير أو تجديد رخصة النشاط السينمائي، أو إيداع ملف دعم» .
وأضاف بركاتي إن «هذه الأرضية ستضع حدا لهذه الممارسات المضنية، وبذلك نلتحق بركب المؤسسات العالمية التي تتعامل مع المنتجين في شتى بقاع الأرض إلكترونيا عبر البريد الإلكتروني والأرضيات الرقمية، ولعل استجابة الوزيرة لهذا المطلب جاء بعد الكثير من الشكاوى والنداءات التي أطلقها المنتجون في كل جهات الوطن»، وأمله في أن تكون المبادرة للوزيرة والوزارة فاتحة أمل وخير على الإنتاج السينمائي في الجزائر وتمكين كل الجزائريين من فرصة الدعم من أجل ترجمة هواجسهم وأفكارهم إلى أفلام.
احتواء مواهب الشباب فنيا ودفع أعمالهم نحو الفعل السينمائي
من جهته، اعتبر المنتج والمخرج محمد والي استقبال وزيرة الثقافة للجنة القراءة وإعانة السينما برئاسة المخرج محمد حازورلي «خطوة مهمة في تأسيس فعل سينمائي شفاف وجاد، افتقدناه في حقبات ماضية إلى درجة أنهم كانوا يجهلون أسماء لجان تقييم الأعمال السينمائية التي كانت تشرف عليها الوزارة الوصية لدعم الأعمال التي تنتج سنويا. في نفس السياق، أضاف والي أنه وبحكم حرصه على «صناعة سينمائية حقيقية فهو يلقي كامل المسؤولية على هذه اللجنة في دورها برفع الذائقة الفنية للأعمال التي ستدعمها وزارة الثقافة والفنون وتوجيه الأهداف التي ينبغي تحقيقها عكس ما كان ينجز من أعمال لا تعبر على الخصوصية الوطنية». يرى المنتج محمد والي ان «ربط الأعمال التي ستفوز بالدعم باحتياجاتنا كدولة وكمرحلة ماذا نريد أن نقوله للعالم سينمائيا ومن جهة أخرى نثمن الاهتمام بالشباب واحتواء مواهبهم فنيا عبر دعم أعمالهم الأولى ودفعهم نحو الفعل السينمائي المنتج، وذلك لا يأتي إلا بتخفيف الاعباء الادارية التقليدية في دفع المقترحات والاعتماد على استقبال المقترحات والمعالجات إلكترونيا بدل أطنان من الورق».
إنشاء جسر تواصل وثقة بين السينمائيين ومؤسسات الوزارة
للتذكير، كشفت وزيرة الثّقافة والفنون مليكة بن دودة خلال لقائها بأعضاء لجنة قراءة وإعانة السينما، عن إطلاق أرضية رقميّة مطلع العام الداخل 2021، لتسهيل إجراءات منح التراخيص ومساعدة اللجنة في تعاملها مع المشاريع بهدف إنشاء جسر تواصل وثقة بين السينمائيين ومؤسسات الوزارة.