نزلت الشاعرة والجامعية الجزائرية نسيبة عطاء الله ضيفة على اتحاد القيصر الثقافي للآداب والفنون بالأردن، حيث حاورها رائد العمري رئيس الاتحاد، بُغية تسليط الضوء على تجربتها الأدبية والشعرية. وتحدّثت نُسيبة عطاء الله عن بداياتها الأدبية «المبكّرة»، ورافعت من أجل قصيدة النثر التي ترى فيها «مستقبلا لغويا وشعريا قد يفضي إلى قصيدة تسيل عن الضفاف»، كما تطمح إليها الشاعرة.
استضاف اتحاد القيصر الثقافي للآداب والفنون بالأردن، في برنامج حواري، الشاعرة والباحثة الجامعية الجزائرية نسيبة عطاء الله. وكانت هذه المحاورة، التي نشطها رئيس الاتحاد رائد العمري، فرصة لتسليط الضوء على تجربتها الأدبية والشعرية.
وفي هذه السانحة، تطرقت نسيبة عطاء الله إلى البدايات مع الأدب والدراسة الأكاديمية، حيث أكّدت أن بداياتها كانت مبكّرة جدّا مع الأدب، وكانت «أولا في الروح والجينات»، تقول: «ولدتُ شاعرة متأملة، إذ نشأتُ بين مخطوطات أبي رحمه الله، وأتقنتُ الكتابة بشكل سليم في سنّ الثالثة، وقد لعبتْ مكتبة البيت دورا كبيرا في تحصلّي على رصيدي اللغوي بداية بالقرآن الكريم».
أما بدايتها الفعلية للكتابة، تقول، فقد تزامنت مع فوزها بمسابقة الماستر في النقد الحديث والمعاصر عام 2014، وأثرت بها حينذاك رواية «اعشقني» للكاتبة سناء الشعلان، وأيقظت بداخلها «نسيبة الأديبة»، كما أيقظت مفاهيم مقياس فلسفة اللّغة، «نسيبة الشاعرة».
من جهة أخرى، أكّدت الشاعرة عدم «تعصّبها» وتزمتها لنوع شعري معين، فهي كما قالت لا تحرس نفسها لحظة الكتابة: «القصيدة العمودية تتجلى لوحدها في لحظة ولادة وكذلك قصيدة النثر، ولكن تخصصي في النقد الحديث والمعاصر وتوجهي للقراءات الحداثية جعلني أنزع إلى قصيدة النثر بحسّ فيه الكثير من عشقي الأصيل للإيقاع العربيّ، وهذه الأشياء لا يمكن التّنصل منها»، تقول نُسيبة، مضيفة أنها ترى أيضا «في قصيدة النثر مستقبلا لغويا وشعريا قد يفضي إلى قصيدة تسيل عن الضفاف كما أطمح إليها، لذلك آثرتُ أن يكون إصداري الشّعري الأول في قصيدة النّثر دفاعا عنها في وجه التّزمت للنّمطية والانغلاق الفكري عند كثيرين، وهو ديوان (الجُلوس عند الهاوية)»، وهو الديوان الصادر عن دار ميم للنشر، لصاحبتها الأديبة الجزائرية آسيا علي موسى.
وأضافت نُسيبة، في حوارها، أنها كتبت عن المرأة وعن الرّجل على السواء، وأن لديها صوت مزدوج تجيد من خلاله تقمّص جميع الشخصيات والحالات.
نشير إلى أن رائد العمري، رئيس اتحاد القيصر الثقافي للآداب والفنون، كان قد تحدث، جوان الماضي، عن السعي إلى افتتاح مقر له في الجزائر. وقال العمري حينها إنه سيتم مخاطبة وزارة الثقافة لتحقيق هذا المسعى، وستتولى إدارة الفرع الفنانة التشكيلية الجزائرية عابدية قواس، وأن أولى فعاليات هذا الفرع ستكون معرضا فنيا دوليا بمناسبة استقلال الجزائر، كما سيكون فرع الجزائر، بحسب قول العمري حينها، بداية لافتتاح فروع في مختلف الدول العربية، «لأن الثقافة تجمع ولا تفرّق».