الفن وسيلة لتأصيل رسالة حفظ التراث

عبد الجبار مومني يروي حكايات تراث مدينة توات في جداريات

إيمان كافي

يعتبر عبد الجبار مومني، وهو فنان تشكيلي شاب من ولاية أدرار أن الفن التشكيلي هو الوسيلة الأقرب لتأصيل الرسالة الفنية وتوجيهها حتى تكون في خدمة الحفاظ على التراث المحلي.
من هذا المنطلق يعمل الفنان الشاب وهو طالب بمدرسة الفنون الجميلة، بولاية مستغانم على مشروع فردي، يهدف من خلاله إلى تجسيد ملامح التراث المحلي لمدينة توات عبر جداريات فنية، تحكي من خلال عناصر متعددة ومتنوعة مجتمعة، سياقات التراث والأصالة الصحراوية العريقة الخاصة بمنطقة توات بولاية أدرار، وهي التي تميزت بعاداتها وتقاليدها الأصيلة.
ويعد هذا المشروع، بحسب ما ذكر الفنان عبد الجبار مومني لـ «الشعب» من صميم اهتمامه، حيث تروي معظم لوحاته الفنية، تراث المنطقة بتفاصيله وبألوانه ويسعى من خلال الأعمال الجدارية المولعة بالفن الصحراوي الجميل تخليد التراث المحلي من أجل دعم مساعي الحفاظ على الثقافة التواتية العريقة في الولاية بالخصوص والترويج لها في الجزائر عامة من خلال التعريف بمميزاتها الصحراوية وإعطائها قيمة جمالية لها عبر لمسة فنية.
وأكد المتحدث أن التراث الذي يمثل في شقه المادي المعالم الأثرية والأكلات التقليدية واللباس التقليدي وغيرها من العادات والتقاليد التي تطبع المنطقة يستحق من الفنان تسخير الريشة والألوان للحفاظ عليه وصونه من الاندثار، معتبرا أن العديد من المعالم والأماكن ملهمة للعمل الفني مثل الأزقة القديمة والقصور والواحات التي تزخر بها المنطقة على غرار القصور القديمة، وهي عديدة منها، قصر تمنطيط وقصر بودة وقصر تيطاوين وقصر تماسخت العريق وقصر المنصور ببلدية سالي وقصر تاخفيفت بزاوية كتنة وقصر تمادنين برقان وغيرهم.
 أما الأزقة القديمة التي تعرف محليا بـ»زقاق» فهي كثيرة، منها أزقة قصر باب الله ببلدية سالي أزقة أحفير بقصر المنصور ببلدية سالي وأزقة تيطاوين ببلدية انجزمير وأزقة تمنطيط وأزقة تيمادنين برقان وتينولاف القديمة برقان والأزقة الطويلة مثل الأزقة قصر تيلولين ببلدية انجزمير والأكلات الشعبية التقليدية الكسكس والكسرة وشخشوخة والحريرة، المردود، خبزة أنور وغيرها وجلسة الشاي الأصيل الذي له نكهة جميلة وله مذاق خاص.
واعتبر محدثنا أنه بالرغم من وجود عدة بوادر للتوجه نحو الاهتمام أكثر بالتراث المحلي خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه مازال لم يحظ بمساحة الاهتمام التي تليق بمكانته لتساهم في تطوير الرؤى الفنية للتراث التي قد تتعدد زواياها وقد تكون بطابع حداثي ومعاصر أيضا وتهدف في الوقت ذاته إلى إحياء على التراث وصيانته من الاندثار ولما لا الترويج له عالميا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024