مثّل الجزائر في الندوة الدولية حول «سيّدة اللّغات»

د.بوراس يرافع من أجل أهمية اللّغة العربية في المجتمع

أسامة إفراح

مثّل الدكتور ياسين بوراس، أستاذ اللسانيات بجامعة المسيلة، الجزائر في ندوة دوليّة افتراضية احتفاءً باليوم العالمي للغة العربيّة، تحت عنوان: «لأجلك سيّدةَ اللّغات: ماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟». هذه الندوة، التي انعقدت، مساء السبت، عبر تطبيق «زووم»، وبُثّت على موقع يوتيوب، نظمتها مؤسّسة المشروع الأستاذة الدّكتورة خديجة الصّبان، تحت إشراف جمعيّة الثقافة والفنون بجدّة بالمملكة السعودية، وشملت أيضا أساتذة مختصّين في اللغة والأدب والعربي، من مصر والسعودية.
احتفاءً باليوم العالمي للغة العربيّة، مثّل الدكتور ياسين بوراس، أستاذ اللسانيات بجامعة المسيلة، الجزائر في ندوة دوليّة، من تنظيم مؤسّسة المشروع الأستاذة الدّكتورة (خديجة الصّبان) وتحت إشراف جمعية الثقافة والفنون بجدّة بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان: «لأجلك سيّدةَ اللّغات: ماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟». نظمت الندوة عبر تقنية التّحاضر عن بعد، بتقنية «زووم»، ونُقلت على المباشر عبر موقع «يوتيوب»، وشهدت مشاركة د.خديجة عبد الله الصبان مؤسسة ومشرفة ملتقى «لأجلك»، ود.هاجر محمود علي، ود.محمد مصطفى حساسين.
وكانت مشاركة د.بوراس بمداخلة حول أهمّية اللّغة العربيّة الفصحى في المجتمع العربي، تحدّث فيها عن الدور التّاريخي للغة العربيّة في ربطنا بماضينا العتيد، بما يمتدّ لأكثر من خمسة عشر قرنا، جعلتنا فيه على صلة مباشرة بأجدادنا، وديننا، بل أزاحت هذه الجغرافيّة التي صنعتها الأوطان، بين خمس وعشرين دولة عربيّة، ناهيك عن كونها لغة التّعليم، أو اللّغة التي لا بديل عنها في توطين المعرفة في هذه المجتمعات، كما تحدّث فيها عن صعوبة تعلّم اللّغة العربيّة لدى أبنائنا من هذا الجيل، وكذا عن أسباب انحصار اللغة العربية في مجال الإعلام.
وفي إشارة منه إلى أسباب صعوبة تعلّم اللغة العربيّة لدى أبنائنا من الجيل الحالي، فقد ذكر أستاذ اللسانيات بجامعة المسيلة وجود أسباب عدّة مجتمعة يمكن أن تشخّص لنا الواقع، وإنْ كان من الضّروريّ التّركيز على بعض منها، كغياب دور الكتاتيب والزّوايا التي كانت تسهر على ترسيخ الملكة اللغويّة في أبنائنا منذ الصغر، من خلال التّعليم المبكرّ للغة في جميع مستوياتها، بدءًا بمستوى الأصوات وانتهاءً بمستوى التّركيب، عن طريق تحفيظ بعض من الصّور القِصار، كما ردّ بعض الأسباب إلى ضعف التّعليم أو المناهج التّربويّة المقرّرة، وإلى الهوة الموجودة بين العاميّات أو لغة الشّارع أو لغة المدرسة، بما يجعل الطّفل أو التّلميذ يعيش انفصاما لغويّا بين مستويين مختلفين من استعمال اللّغة، مع أنّ الغلبة فيه دوما تكون لصالح العامّيات التي تترسخ بشكل أكبر في ذهنه على حساب الفصحى، وهو ما يمكن أن يفسر لنا صعوبة تعلّم العربية من جهة، واستخدام اللهجات المحليّة بديلا عنها؛ حتى في لغة وسائط التّواصل الاجتماعيّ، وفي مقامات مختلفة رسميّة، وغير رسميّة.
وأشار الأستاذ إلى بعض الأسباب التي أدّت إلى تراجع مكانة اللغة العربيّة في الإعلام، بعد محاصرة العامّيات لها في هذا المجال الحيويّ الذي يُعدُّ مؤسّسة نخبويّة، بسبب اتّجاه بعض القنوات العربيّة إلى استخدام اللهجات المحلّية، وهو ما يعدّ خطرا من الأخطار التي تتهدّد العربيّة في مجتمعاتها، بعد أن ربط د.ياسين بوراس أسباب هذه الممارسات اللغويّة في الإعلام العربيّ، باعتماد هذه القنوات النّاطقة بالعامّية، لسياسة الغاية تبرّر الوسيلة، وهي التي تعبّر عن ضرورة النّزول بخطاب الإعلام إلى لغة الشّارع، لا العمل بتحقيق العكس، وهو الرّقي بمستوى الخطاب لدى الجمهور الإعلاميّ، أو تنمية الذّوق اللغويّ، متناسين أن هذه المؤسّسة، وإن لم تكن مهمّتها الأساسيّة هي تعليم اللّغة، إلا أنّها مسؤولة بجزء أكبر لما عليه العربيّة اليوم من هذا التّراجع في التّواصل اليوميّ، بعد تكريس العامّيات لغة للتّواصل في هذا المجال، مما انعكس سلبا على لغة المجتمع والأطفال منهم بشكل خاصّ، وهذا انطلاقا من اعتبار العاميّة هجينا لغويّا لا يرقى إلى مستوى الخطاب المنشود من للغة، بعد أن صارت تستمدّ مفرداتها من العربيّة ولغات أجنبيّة أخرى، للتعبير عن أدنى متطلّبات الحياة. مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة إخضاع هذه المؤسّسة إلى ما يسمّى بالرّقابة اللغويّة، كجزء من السّياسة اللغويّة للبلدان العربيّة.
وقد خُتِمت فعاليات هذه النّدوة بالحديث عن دور الأسرة كشريك اجتماعيّ للمؤسّسات الفاعلة في خدمة العربيّة، بما فيها المؤسّسات اللغويّة، والمؤسّسات التّعليميّة، والإعلاميّة، والجامعات، ومراكز البحث العلميّ، نظرا للدّور الذي يمكن أن تقوم به في توجيه السّلوك اللغويّ الصحيح للأبناء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024