عزوز عقيل لـ «الشعب»:

نمـلك مثقّفـا سلبيا يبحــث عن الجاهــز.. يخشى المغامــرة والمبادرة

نور الدين لعراجي

أكّد الأديب عزوز عقيل في تصريح لـ «الشعب»، أن موقع الصالون الثقافي بايزيد حقّق رقما قياسيا في الانتشار لم يكن في الحسبان، ولم يكن متوقعا أيضا، ففي أقل من شهر انطلق من مرتبة 8 ملايين عالميا إلى 467.369، وهي قفزة نوعية ومن ثلاثة ملايين جزائريا إلى 1،327 وهو ما لم يتحقق في مواقع إعلامية أخرى، كما أن فكرة الموقع الثقافي الذي قام الصالون بإنشائه لم تكن جديدة بل هي قديمة يعود تاريخها إلى بداية تأسيس الصالون سنة 2002، حيث أدرجت من بين أهداف الصالون، من بينها تأسيس موقع إلكتروني، وبالفعل تم إنشاء مدونة في ذلك الوقت، في إحدى مواقع الاستضافة المجانية، ولكن الزمن حسبه لم يكن آنذاك زمنا تكنولوجيا كما هو سائد اليوم، فاعتمد الإعلام الورقي وظلت الفكرة قائمة وتراوده في إنشاء الموقع.
قال مدير الموقع عقيل عزوز، بما أن الزمن التكنولوجي اليوم، هو الفضاء الأزرق دون منازع «حاولنا أن نتماشى مع الوضع الراهن ولكن كنا نسير بخطى متأنية لأن التجارب علّمتنا أن لا نوزّع الجهد على فضاءات مفتوحة، ففضلنا توحيد الجهود إلى نشاط واحد كي نحقق النجاح فيه ثم المرور إلى الخطوة الثانية».
أما عن الظروف الحالية وتوقف الأنشطة الثقافية وانقطاع سبل التواصل مع المبدعين والمثقفين، أضاف عزوز «استعجلنا الخطوة الثانية وهي التوجه إلى الإعلام الثقافي فكان موقع الصالون الثقافي، الذي هو امتداد لصالون بايزيد عقيل الثقافي، الذي نسعى من خلاله لنكون مساهمين ولو بقدر بسيط في تفعيل هذا الحراك الثقافي، الذي مازال يعاني رغم تعاقب العديد من الوزراء لم يجد السبيل الأنجع للنهوض بهذا الجانب».

الفعل الثقافي يحتاج إلى نهضة قوية من المبدعين وطول النفس

أما بالنسبة للمادة الأولية التي اعتمدت في تفعيل مشهد الإعلام الثقافي، قال ذات المتحدث «كان بإمكاننا أن نسلك طريقا آخر في هذا المجال وبدل أن يكون الموقع ثقافيا، يكون اجتماعيا أو إخباريا نظرا لانتشار هذه الظاهرة، ولكن إيمانا منّا بأن الفعل الثقافي يحتاج إلى نهضة قوية من طرف المثقفين والمبدعين، فهو في حاجة إلى طول النفس، لأنّنا نملك مثقفا سلبيا يبحث على كل شيء جاهز ولا يبحث عن المغامرة والمبادرة، كان الأمر في اتخاذ هذا القرار صعبا جدا، ومع ذلك بادرنا في إطلاق الموقع بداية من أول نوفمبر، وهو تاريخ مدروس بالنسبة لنا وله رمزيته ودلالته وصولا الى ثورة ثقافية».

لا ينحاز إلى فئة دون أخرى

 أضاف مدير الموقع، أنه لم يجد صعوبة في إعداد المادة الثقافية لأن نجاح صالون با يزيد عقيل الثقافي أعطى النظرة الحسنة لمتتبعيه عبر وسائل الإعلام، وهذا ما جعل الكثير من المبدعين والمثقفين يتفاعلون معه مباشرة، لأنهم يدركون أنه يسير بخطى متأنية ومدروسة، إضافة الى انه موقع ثقافي شامل، لا ينحاز إلى فئة دون اخرى فهو يشمل كل الأصناف الأدبية والثقافية والفنون يجمع كل أصناف المثقفين، وهذا ما يحقق له الشمولية.
في ذات السياق، أشار الشاعر عزوز عقيل، ان المثقف لا يمكنه الاعتماد على مؤسسات عرجاء تقف صوب طموحاته وآماله، وترسم له خطا ممنهجا عليه اتباعه، لذلك جاءت الفكرة في إنشاء الموقع، حتى يكون المبدع ملكا لنفسه، بإمكانه القيام بمبادرات عجزت مؤسسات ثقافية بترساناتها من العمال والأجهزة والوسائل المادية القيام بها، مثل المبادرات التي نظمها صالون بايزيد في عهد سابق، وهو الأمل الذي يعمل الفريق على تحقيقه حتى يكون موقع الصالون الثقافي البوابة الجزائرية التي يطل منها المثقف والمبدع الجزائري على الآخر وأن يوصل رسالته اليه، دون التوسل والخضوع إلى مواقع عربية أخرى من أجل نشر نص أو مقالة أو دراسة نقدية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024