تبدأ اليوم المرحلة الثانية من المسابقة الوطنية للشباب المبدع لأحسن عمل فني مخلد للأعياد والأيام الوطنية، لاختيار أحسن عمل إبداعي على مستوى الولايات في مجالات الفيلم القصير، الومضة الإشهارية، الملصقة، والشعار. وتأتي هذه المسابقة في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون بين وزارات: المجاهدين وذوي الحقوق، الثقافة والفنون، الشباب والرياضة، التي تمّ التوقيع عليها جويلية الماضي..في المقابل، لمسنا بعض النقائص في الترويج للمسابقة على المستوى المحلّي.
انقضت المرحلة الأولى من المسابقة الوطنية للشباب المبدع لأحسن عمل فني مخلد للأعياد والأيام الوطنية، التي تنظمها المديرية العامة للشباب بوزارة الشباب والرياضة، من أجل اختيار أحسن الأعمال الإبداعية في مجالات الفيلم القصير، الومضة الإشهارية، الملصقة والشعار، على مستوى الولايات، لتنطلق المرحلة الثانية وهي انتقاء الفائزين بالمسابقة على المستوى الوطني.
ويأتي تنظيم «المسابقة الوطنية للشباب المبدع لإنجاز أحسن عمل فني مخلد للأعياد والأيام الوطنية» بعنوان سنة 2021، تنفيذا لمحتوى اتفاقية الإطار للشراكة والتعاون بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ووزارة الشباب والرياضة، الموقّع عليها في 23 جويلية الماضي، وبالخصوص ما تعلق بتنظيم مسابقات لفائدة الشباب المبدع لإنجاز أحسن عمل فني مخلد للذاكرة الوطنية بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
الثّقافة والشباب في خدمة التاريخ الوطني
شهد 23 جويلية الماضي، التوقيع على اتفاقيتي تعاون بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ووزارتي الثقافة والفنون والشباب والرياضة بغية نشر الثقافة التاريخية، وترسيخ القيم والمبادئ السامية لثورة نوفمبر لدى فئة الشباب. وكان التوقيع على هامش ندوة وطنية بعنوان «استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية، رمزية ودلالات»، نظّمتها وزارة المجاهدين.
وتهدف الاتفاقية الموقعة بين وزارتي المجاهدين والثقافة إلى «تبليغ رسالة التاريخ الوطني وترسيخ القيم والمبادئ السامية لثورة أول نوفمبر 1954، ونشر الثقافة التاريخية عبر مختلف الوسائط الإعلامية المرئية والمسموعة وكذا قنوات التكنولوجيات الحديثة»، وكذا إلى «التعاون في مجال تصنيف وحماية وترميم المعالم التاريخية، الإصدارات وكتب التاريخ، الانتاج السينمائي والوثائقي التاريخي وكذا إحياء المناسبات التاريخية».
أما اتفاقية التعاون مع وزارة الشباب والرياضة فترمي إلى «تحديد الإطار العام لتعزيز التعاون والتنسيق بين القطاعين للمحافظة على الذاكرة الوطنية، من خلال ترسيخ القيم والمبادئ السامية لثورة التحرير الوطني لدى فئة الشباب». وتشمل الاتفاقية التعاون في «نشر مفهوم الثقافة التاريخية لدى منخرطي مؤسسات الشباب والرياضة والمؤسسات التكوينية والحركة الجمعوية، تزويد المؤسسات التابعة لقطاع الرياضة بالكتب التاريخية وإشراك منخرطي الحركات الجمعوية في نشاطات على مستوى مراكز الراحة للمجاهدين».
إشراك الشباب في حماية الذّاكرة
انطلقت المسابقة في 18 أكتوبر، لتتواصل عموما إلى 22 ديسمبر الداخل، تحت شعار «الشباب حامي الذاكرة الوطنية»، حيث تستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة.
وتهدف المسابقة إلى «منح الفرصة للشباب لتفجير طاقتهم وإبداعاتهم واكتشاف مواهبهم»، و»تعزيز روح الانتماء وترسيخ روح المواطنة لدى الشباب»، و»تمكين الشباب من المساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية».
وتتمحور المسابقة حول مجالات: الفيلم القصير (خاص بالثورة التحريرية ومدته من 13 إلى 21 دقيقة)، والومضة الإشهارية (لا تتعدى 60 ثانية، خاصة بكل مناسبة على حدى حسب رزنامة الأيام الوطنية المذكورة)، والملصقة (خاصة بكل مناسبة على حدى حسب الرزنامة)، وأخيرا الشعار (ويكون خاصا بكل مناسبة على حدى)، كما يشترط أن «تتوفر في الأعمال المنجزة لمسة إبداعية من حيث الحداثة والعصرنة».
وحُدّدت للمسابقة رزنامة الأعياد والأيام الوطنية المعنية، وهي: اليوم الوطني للشهيد (18 فيفري)، يوم النصر (19 مارس)، يوم الذاكرة (08 ماي)، يوم الطالب (19 ماي)، عيد الاستقلال (05 جويلية)، يوم المجاهد (20 أوت)، يوم الهجرة (17 أكتوبر)، عيد اندلاع الثورة التحريرية (01 نوفمبر) ويوم مظاهرات الشعب (11 ديسمبر).
وتمّ تقسيم المسابقة إلى مراحل، أولاها من 18 أكتوبر إلى 30 نوفمبر 2020، ويتم فيها تنظيم المسابقة على مستوى الولايات. أما الثانية من 01 إلى 10 ديسمبر 2020 فيتمّ فيها تقييم جميع الأعمال المنجزة، بإشراف لجان تحكيم ولائية متخصصة، لانتقاء أحسن عمل خاص بكل مجال، وإرسال الأعمال المنتقاة المديرية العامة للشباب بوزارة الشباب والرياضة، مرفقة بمحاضر النتائج النهائية للجنة التحكيم الولائية.
تبدأ بعد ذلك المرحلة الثالثة (من 11 الى 22 ديسمبر) التي تعمل فيها لجنة تحكيم وطنية متخصصة على انتقاء أحسن الأعمال في كل مجال، لتأتي المرحلة الرابعة وهي تكريم الفائزين في المسابقة الوطنية بجوائز «قيمة».
نقائص على المستوى المحلّي؟
لكن ما لاحظناه على المستوى الولائي للمسابقة، هو عدم التطابق في التعامل معها في بعض الحالات. مثلا، ارتأت مديرية الشباب والرياضة بالبليدة أن تسمي المسابقة، في منشور لها «مسابقة التألق في تخليد الذاكرة التاريخية».
بالمقابل، نجد في وثيقة «استمارة المشاركة» في المسابقة، للرابطة الولائية للأنشطة العلمية والتقنية للشباب بسيدي بلعباس، التابعة لمديرية الشباب والرياضة بسيدي بلعباس (وهي الوثيقة التي نملك نسخة منها)، أن المسابقة الولائية تنطلق في 25 أكتوبر وتنتهي في 02 ديسمبر، بينما نجد في ملصقة لمديرية الشباب والرياضة لولاية عين الدفلى أن استقبال الأعمال على مستوى الولاية يكون «قبل تاريخ 30 نوفمبر»، ما يعني أن آخر أجل هو 29 نوفمبر. أما ديوان مؤسسات الشباب لولاية البويرة فقد نشر التاريخ الإجمالي للمسابقة، أي من 18 أكتوبر إلى 22 ديسمبر، وهو خطأ لأن ما يهمّ الشباب المبدع على مستوى الولاية هو تاريخ انتهاء مرحلة الاستقبال والانتقاء على المستوى الولائي لا الوطني.
أما ديوان مؤسسات الشباب لولاية المدية، فنشر على موقعه الإلكتروني ملصقة المسابقة الخاصة بولاية البليدة وليس المدية. ولم نجد أثرا للمسابقة على الموقع الإلكتروني لديوان مؤسسات الشباب لولاية قالمة، مع الإشارة إلى أن دار الشباب الافتراضية لولاية قالمة نشرت ملصقة المسابقة على صفحتها على فايسبوك.
وإذا كنا قد أشرنا إلى دواوين مؤسسات الشباب، التي كانت سابقا «مراكز إعلام الشبيبة وتنشيطها» وهي تحت وصاية وزارة الشباب والرياضة، فلأن المهام الموكلة لها تتمثل في تنفيذ برامج اﻹعلام والاتصال واﻹصغاء والتنشيط الاجتماعي والتربوي واﻹدماج في أوساط الشباب، بمعنى أن الإعلان عن هذه المسابقات الوطنية والترويج لها تقع ضمن مهام هذه الدواوين.
كلّ ما سبق، وهي مجرّد أمثلة، يجعلنا نتساءل عن مدى التنسيق لتنفيذ مثل هذه المشاريع الوطنية على المستوى المحلّي، وتطبيقها على أكمل وجه ممكن، كما يدفعنا إلى التساؤل عن الأهمية المعطاة للاتصال، خاصة الافتراضي منه، في ظل الظروف الصحية الاستثنائية، على المستوى الوطني والدولي.
