نشطت الكاتبة والإعلامية فضيلة بودريش، مساء أول أمس، ندوة عن بُعد، من تنظيم نادي الأمل الأدبي لولاية تندوف، حول تقنيات كتابة الرواية الأدبية.
وقدمت الروائية على ضوء خبرتها سلسلة من الأدوات والتقنيات التي تجعل الكاتب المبتدئ من المهتمين بجنس الرواية في مسار صحيح لكتابة رواية مشوقة.
وخاضت فضيلة بودريش القاصة والروائية بشغف كبير في مسار ‘’أنجح الخطوات لكتابة رواية بالمقاييس المطلوبة». وحاولت تبسيط النصائح الموجهة إلى الكاتب بداية بضرورة تحليه بالثقة والصبر والمثابرة.
واشترطت بودريش على الكاتب ‘’البداية بتحديد فكرة للرواية حيث لا يمكن أن تنجح الرواية التي لا ترتكز على فكرة، وهذه الفكرة قد تستقى من الواقع أو من جريدة أو من قصة أو أحداث سمع عنها أو فيلم وما إلى غير ذلك، بشرط أن تحمل الفكرة الابهار وتكون جديدة». وأوصت الكاتبة بـ»ضرورة صقل الأسلوب قبل الشروع في الكتابة، مع إلزامية الاعتماد على الجمل والعبارات القصيرة». ونصحته قبل الانطلاق «برسم ملامح وحدود الرواية في ملخصات، مثل تحديد الشخصيات من أسماء ووصف فزيائي إلى الدور أو الأدوار وتسجيل كل ذلك في صفحة مع تحديد شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية، وكتابة الحبكة في صفحة أخرى».
وعليه أيضا تلخيص أحداث الرواية من بدايتها إلى نهايتها في حدود 500 كلمة و»كأننا نخبر صديقا عن رواية أعجبتنا، من ثم فقط يمكن للكاتب أن يسرع في كتابة روايته، لكن مع أهمية اعتماد عنصر التشويق من الأسطر الأولى وتجنب الحوار الطويل». وركزت الكاتبة «على أهمية الحبكة التي ينبغي أن تنسج بطريقة ذكية، كأن تكون أمرا صعبا أو أزمة أو سرا، مع إمكانية وجود حبكات فرعية في عدة فصول».
وشبهت الكاتبة بودريش «الروائي الناجح بالمهندس المعماري الذي يصمم منزلا جميلا»، مؤكدة أن «الرواية تسير في نسق واحد من حيث التجانس حتى تكون مغرية ومتقدة من البداية إلى النهاية، ومن الأسطر الأولى يشد القارئ بإرادته لمواصلة قراءتها»، وبالموازاة مع ذلك تعتقد الكاتبة أن كتابة الرواية فن وليست علما.