نفى أن تكون الرواية اختطفته، واسيني الأعرج:

صرت عاجزا على اختزال العوالم في القصة القصيرة

نورا لدين لعراجي

فصّل الروائي الجزائري الكبير واسيني الاعرج في الاشكال القائم بين القصة القصيرة والرواية، وأيّهما أقرب اليه كمبدع ومحدث، وهل صحيح أن الرواية اختطفته الى دنيا الابواب والفصول، وهل الاشتغال على المتن الروائي معناه عجز القصة عن خمل هموم الكتابة؟
قال واسيني إنّه اصبح عاجزا على اختزال العوالم في قصة قصيرة، في آخر تصريح له لموقع الحوار، لذلك فهو يرى «أنّ كل جنس أدبي قادر على استيعاب عصره، لا أدري، وجدت نفسي في لحظة من اللحظات انزلق نحو الرواية وعندما كنت أكتب القصة القصيرة لم تكن بالفعل قصصا قصيرة، إنما كانت روايات مختزلة، كنت منحدرا من مجتمع ريفي تسيطر عليه عوالم الأسطورة والخرافة لذلك لم تكن فضاءات الكتابة الضيّقة قادرة على استيعاب ذلك الامتلاء الذي أشعر به وأروم إفراغه».
وفي تعقيبه على جنس الرواية قال ذات المتحدث: «كانت الرواية هي الجنس الذي تناسب مع تكويني، ومنذ الرواية الأولى «الثمانينات» لم أعد إلى القصة القصيرة، ومرّة في ليبيا انتابني الحنين إلى ذلك الجنس العظيم وشرعت في كتابة قصة قصيرة أطلقت عليها اسم «مالطا»، وهو اسم لامرأة ولكنّي لم أنهها لأنّي وجدت نفسي أكتب رواية، لذا فالمسألة مسألة إخفاق ذاتي لا إخفاق جنس»، وهذا ما يؤكد ان الاشتغال في الرواية يمنح صاحبه الغوص في مجالات حياتية متعددة وليست واحدة.
في السياق ذاته عاد الروائي واسيني الى علاقته بالكتابة النقدية، حيث قال إنها «تكاد تكون منعدمة. أنا اليوم، لا أكتب في النقد رغم أنه لي مشاريع ومداخلات دولية كثيرة حول موضوعات تتعلّق بالخطاب الروائي ولكني لم أجمّعها وليست عندي لا النيّة ولا الوقت لتجميعها يظل النقد عند واسيني هو القدرة على المعرفة الفلسفيّة والحضاريّة والفنيّة والانتروبولوجية، وتتداخل هذه المعارف وتندمج لتخدم الناقد الأدبي في تعامله مع النص ألإبداعي حيث يشعر أنه لا يمتلك هذه الكفاءة، «فوجّهت كل جهودي نحو الرواية ولكن يمكنك أن تتحسّس تلك التأملات النقدية في مشروعي الروائي التخيلي».
للتذكير تعتبر رواية واسيني «الليلة السابعة بعد الألف بشقيها «رمل الماية» و»المخطوطة الشرقية» عملا أدبيا راقيا طرح من خلاله عديد التساؤلات والقضايا الاكثر اثارة اليوم على المستوى العالمي، سواء في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، ومن خلالها أظهر الروائي واسيني قوة اشتغاله على المتن الروائي وتحكمه في ترك لمسات التجديد البادية على متون النص بشكل متميز واستثنائي، وهي سمة الكتّاب الكبار حين يصنعون المخيال المشترك لشعوب متفرقة ومتعددة الالسن والعادات والتقاليد، ثم تطويعها بشكل يسمح للقارئ العربي من اكتشاف الذات المبدعة ولذة النص المفتوحة على تعدد القراءات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024