اختار الكاتب مراد عمرون نوفمبر شهر الثورة والبطولات ليثري رصيده الأدبي بإصدار رواية جديدة باللغة الفرنسية عنونها «فجر المجد»، أراد من خلالها حسب تصريح لـ «الشعب» أن «يُذكّر من يهمه الأمر بأن الشعب الجزائري شعب عظيم أ لن ينسى أبدا تاريخه الذي سيبقى مفتخرا به إلى الأبد».
تناول مراد عمرون في روايته الجديدة أحداث مجازر الثامن ماي 1945 بسطيف، معتبرا أن «في عمق هذه المنطقة تأخذ الثورة المجيدة نصيبا كبيرا من جذورها، حيت تتقاطع بها أحداث مؤلمة ببطولات نادرة من نوعها».
يظهر الكاتب الوضع العام الذي كان يعيشه الشعب برمّته إبان الاستعمار، من خلال شخصيات الرواية «عمار» الأب و»عمار «الابن»، التي تبرز - حسبه - «جليا قيما كانت وراء الانتفاض في وجه المستعمر حتى النصر» .
تدور أحداث الرواية الصادرة على نفقة الكاتب الخاصة، في منطقة سطيف التي كانت تنتظر كسائر مناطق الجزائر بلهفة انتصار قوات الحلفاء ضد النازية، إيمانا منها بأن الاستعمار الفرنسي سيفي بوعده بمنح الحكم الذاتي للجزائر فور تحقيق النصر.
و»بعد خروج الشعب للاحتفال من جهة ولتذكير فرنسا الاستعمارية بالتزاماتها من جهة أخرى، باغتتهم فرنسا بالتقتيل والتنكيل في مشاهد تقشعر لها الأبدان، فكانت الانطلاقة من أجل الالتحاق بالكفاح المسلح وبداية العد التنازلي للاندلاع الثورة المسلحة، والتي لم تخبو إلا بعد افتكاك الاستقلال الكامل»، يقول الكاتب.
رواية «فجر المجد» هي ثالث رواية لمراد عمرود بعد «الدمعة الجامدة» و«عين الفوارة»، كما في رصيده ديوان شعري «نسيج خواطري»، وآخر بعنوان
«أنا من فلسطين وصحراوي مرفوع الجبين»، وكتاب حول العلاّمة الفضيل الورثلاني ، «الجزائر معدن الأبطال»، وإصدار حول الفنان مصطفى زميرلي، ثم كتاب «مشاهير الجزائر» في أربع أجزاء، وله أيضا في مجال التسيير كتاب «المناجمانت بين المفهوم الكلاسيكي والمفهوم الإسلامي»، وأخيرا كتاب خصّصه لمنطقة تيزي وزو.
للإشارة، مراد عمرون حامل لليسانس في الحقوق والعلوم الإدارية، شهادة كفاءة في المحاماة، ماستر في التسيير والمناجمانت من المعهد الدولي للمناجمانت ببجاية، وإطار دولة في مؤسسة عمومية، تكوينه التقني لم يمنعه من إبراز وتطوير هوايته في الكتابة، حيت له الكثير من المساهمات في عديد الصحف الجزائرية، إلى جانب إصدارات في الخاطرة والشعر والرواية والأبحاث والتحاليل التقنية، و كذا الأرشفة لتاريخ الجزائر والتعريف بأعلامها ومراجعها.