الرّوائي واسيني الأعرج ينتصر للرّواية على الشّعر ويؤكّد:

تشبه الإنسان القادر على التجدّد والتأقلم ليعمّر أكثر من غيره

نور الدين لعراجي

أكّد الروائي واسيني الأعرج أن الرواية جنس الحياة، وأن الشعر محكوم عليه بالموت أو على الأقل محكوم عليه أن يكون ضمن أقليات الأجناس الأدبية الاخرى، مثل القصة القصيرة، أو القصة القصيرة جدا أو الرواية، ومن جهة أخرى أن الطبيعة اللغوية للشعر لا تسمح له باحتلال المكان نتيجة اعتماده لغة استعاريّة «غير أصلية، غير حقيقية، غير طبيعيّة، لغة يصنعها الشاعر وهي لغة بعيدة عن لغة التداول اليومي، تعتمد على الصورة والمجاز والاستعارة الشيء الذي يجعل منها لغة أقليّة».
برّر واسيني الاعرج تصنيفه لكل من الشعر والرواية على أساس أنّ الامر يتعلق «بالناشر وموقفه بكون الشعر لا يُسوّق مقارنة بالرواية، لأن الرواية آفاقها رحبة»، وأضاف في حوار نشره موقع «العالم الآن»، أنّ الجنس الروائي هو الجنس الوحيد الذي يستوعب الأجناس الأخرى كالمسرح مثلا، حيث استشهد بمؤلفات المسعدي، حين استوعب الأسطورة واستوعب التاريخ والشعر والرسم والنحت والموسيقى. هذا الجنس يقول الاعرج كما تُعرّفه أدبيات النقد الغربي «هو الجنس الوحيد الذي يمتلك إمكانية التجدّد من خلال تلك القابليّة على الاستيعاب، وهنا تقف الرواية شبيهة بالإنسان القادر على التجدّد والتأقلم، وهذا ما يجعله يعمّر أكثر من غيره»، لهذا فهو لا يرى إطلاقا أن الرواية تسير نحو حتفها على الأقل في المنظور القريب، وستبقى حسبه ملحمة، لكنها تتجاوز ذلك التعريف القديم «ملحمة البرجوازية «لتصبح ملحمة العصر الحديث».

«أنا عندما أكون ابن قريتي أكون عالميّا»

في ردّه على سؤال حول إن كانت الرواية المحلية هي الطريق الآمنة للعالميّة، والخروج من طوق الحدود الجغرافية والفكرية التي تقيد الكثير من الأحيان رغبات وطموح المبدع، أوضح واسيني ذلك بقوله: «أنا عندما أكون ابن قريتي أكون عالميّا»، في إشارة إلى أن العالمية ما هي إلا مسلمات ما لم يستطع المبدع سواء في الاجناس الادبية او الفنون الاخرى منحها الاضافة الجديدة المختلفة على ما هو مهيمن عليه اليوم، حيث تقحم تلك الاضافات إلى ما هو مألوف سلفا داخل النسق العام الذي يتجاوز الاطار المحلي حسبه.
عاد واسيني من خلال حديثه الى الامتداد الكرونولوجي للرواية العربية حسب التأريخ الحديث بداية مع رواية «زينب» المنشورة حوالي سنة 1914، حيث اعتبره تاريخا مغلوطا ومزوّرا، وفيه يقول إنّه «يسحبنا نحو مبحث أكثر شساعة، متسائلا في الصدد ذاته «هل كانت النهضة بالفعل نـهضة؟ لقد كانت قطيعة من الناحية الأدبية، كانت هناك أشكال سردية وتضخّم سردي عربي اتضح خاصة في القرن العاشر حين ظهرت النصوص الكبرى «رسالة الغفران، ألف ليلة وليلة، حي بن يقظان، كتب الرحلات من بينها رحلة ابن جبير، رحلة ابن بطوطة»، وهذه النصوص هي أسست لأجناس أدبية لو أن النهضة جاءت بشكل مخالف لما أتت به لأمكن لها أن تصل إلى شكل سردي عربي قد يكون الرواية أو شبيها بها»، وانطلاقا من التراكمات الادبية الكبرى جاءت النهضة حسبه في لحظة قطعية «وأنزلت ستارا حديديا وهمّشت تلك الجهود السردية العظيمة».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024